الهلال الأحمر الفلسطيني: غزة على حافة الهاوية وانهيار صحي كامل في القطاع

أشار رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، الي كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي أدى إلى تصاعد أعداد الشهداء والمصابين، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، بعد استهداف المستشفيات وحرمان القطاع من أدنى الاحتياجات الطبية.
كشف النمس في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " أن الخدمات الطبية في غزة وصلت إلى "أدنى مستوياتها" بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المباشر، مما زاد من الأعباء على المرافق الصحية المتبقية، التي تعمل بأقل من 10% من طاقتها، مضيفًا، نعتمد على سياسة الترشيد في استخدام الموارد المتاحة، ونضطر إلى المفاضلة بين الحالات الحرجة بسبب نقص الأدوية والمعدات.
إغلاق المعابر
وأكد النمس أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، مما تسبب في نقص حاد في الوقود، والأكسجين، ومستلزمات الجراحة، وأدوات التخدير والتعقيم، مشيراً إلى أن غزة لم تشهد دخول أي مساعدات طبية منذ أكثر من شهرين، و أن استمرار هذا الحصار سيؤدي إلى موت المزيد من المرضى والمصابين، خاصة مع تزايد أعداد الضحايا يومياً.
وفي سياق متصل، كشف النمس عن تنظيم الهلال الأحمر لمسيرات رمزية لتكريم شهداء العمل الإنساني، بينهم أطباء ومسعفون قضوا جراء الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، ودعا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم، التي وصفها بـ"الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني"، مطالباً بمحاسبة المتورطين وضمان حماية طواقم الإغاثة.
ووجّه النمس نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط على إسرائيل لـ"وقف العدوان فوراً وفتح المعابر أمام المساعدات، مؤكداً أن الوضع في غزة أصبح "خارج نطاق السيطرة"، وقال: نحن أمام كارثة إنسانية حقيقية، والمطلوب تحرك جاد لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي وحياة المدنيين.
واختمم حديثه ، أن الاحتلال يعيد "تدوير المربعات السكنية" عبر إجبار النازحين على مغادرة ملاجئهم تحت تهديد القصف، مما يزيد من أعداد العائلات المشردة دون مأوى أو غذاء،مؤكدًا أن ما يحدث في غزة هو "مجازر ممنهجة تستهدف تفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني".
يذكر أن حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الأخير تجاوزت 35 ألف شهيد، بينما لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض، فيما تعاني المستشفيات من انهيار كامل في ظل استمرار القصف ومنع إدخال المساعدات.