العصر الذهبي لعلاج السمنة.. قرص فموي جديد ينافس الحقن والجراحات

في خطوة ثورية قد تغيّر مستقبل علاج السمنة المفرطة، طورت شركة دوائية أمريكية تُدعى "سينتيس بايو" (Cintis Bio) نوعًا جديدًا من الأقراص الفموية لإنقاص الوزن، يُتوقع أن ينافس بشدة الحقن الدوائية الشهيرة مثل "أوزمبيك" و"مونجارو"، بل وقد يُغني عنها مستقبلًا.
القرص الجديد يحاكي في تأثيره عملية تحويل مسار المعدة لعلاج السمنة المفرطة، وهي إحدى الجراحات الشائعة لإنقاص الوزن، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو استعمال الإبر. ويتميز بأنه لا يتسبب حتى الآن في أي آثار جانبية تُذكر، مما يجعله خيارًا آمنًا وأكثر راحة للمرضى. وقد أثار هذا الابتكار اهتمام الصحف العالمية، حيث وصف بأنه "أحد أبرز التطورات الطبية في مكافحة السمنة خلال العقد الأخير"، حسب صحيفة ديلي ميل.
علاج فعال لحالات السمنة المفرطة
تعتمد آلية عمل الكبسولة على تشكيل طبقة مؤقتة داخل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، ما يمنع امتصاص الطعام في مرحلته الأولى، ويدفعه مباشرة نحو الأمعاء السفلية. هذا التعديل في مسار امتصاص الطعام يُحفّز إفراز هرمونات طبيعية مثل GLP-1، التي تعزز الإحساس بالشبع، وتقلل من إفراز هرمون "الغريلين" المرتبط بالجوع، وتزيد إنتاج هرمون "اللبتين" المسؤول عن الامتلاء.

ما يميز هذا القرص أنه لا يدخل مجرى الدم، بل يعمل كـ "جزيء ميكانيكي" يؤثر على الجسم عبر تغيير فيزيائي مؤقت في الجهاز الهضمي، دون تفاعل كيميائي مباشر. الطبقة التي يُشكّلها تتحلل تلقائيًا خلال 24 ساعة، دون أن تترك أي أثر داخل الأمعاء.
ويقول راهول داندا، الرئيس التنفيذي لشركة سينتيس بايو: "الناس بحاجة إلى حلول آمنة ومستدامة، دون إبر أو جراحة. وهذا القرص يلبي تلك الاحتياجات، بفعالية وسهولة استخدام".
في التجارب المخبرية على الفئران، سجل المستخدمون انخفاضًا ثابتًا في الوزن بنسبة 1% أسبوعيًا، دون أن تتأثر الكتلة العضلية أو تحدث مضاعفات. ويتوقع الباحثون أن يكون لهذا العلاج الفموي دور كبير في برامج إنقاص الوزن، سواء كبديل دائم للحقن، أو كمرحلة مكملة بعد استخدامها.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال د. لويس أرون، أستاذ الطب في كلية "وايل كورنيل" بنيويورك: "نحن ندخل فعليًا العصر الذهبي لعلاج السمنة، وهذه الأقراص تمثل مستقبلًا واعدًا يجمع بين الأمان والفعالية".