عاجل

لأول مرة.. الصحة العالمية تدعم استخدام أدوية إنقاص الوزن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن دعمها الرسمي لاستخدام أدوية محددة لعلاج السمنة لدى البالغين، في خطوة تمثل تحولاً كبيرًا في سياستها تجاه هذه الأزمة الصحية العالمية المتفاقمة.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تزايد معدلات السمنة على مستوى العالم، إذ تشير بيانات المنظمة إلى أن أكثر من مليار شخص يعانون من السمنة، معظمهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، هذه الخطوة تعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية تبني استراتيجيات علاجية متكاملة تشمل الأدوية، إلى جانب تغييرات نمط الحياة.

دعوة لتحسين فرص الوصول للعلاج في الدول النامية

دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز فرص الحصول على علاجات السمنة، خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يعيش حوالي 70% من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، وفقًا لتقديرات البنك الدولي.

تُعدّ تكلفة أدوية السمنة أحد أبرز التحديات، إذ تتراوح أسعارها في الدول ذات الدخل المرتفع ما بين مئات إلى أكثر من ألف دولار شهريًا، وهو ما يجعل الوصول إليها محدودًا في كثير من الدول النامية.

أدوية GLP-1: الأمل الجديد في إنقاص الوزن

من بين الأدوية التي أشادت بها المنظمة، تبرز عقاقير مثل "ويجوفي" (Wegovy) التي تصنعها شركة "نوفو نورديسك" و"زيب باوند" (Zepbound) من شركة "إيلاي ليلي"، تنتمي هذه الأدوية إلى فئة منشّطات مستقبلات GLP-1، وهي مركّبات تعمل على محاكاة هرمون طبيعي يبطئ عملية الهضم ويمنح الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يساهم بشكل فعّال في فقدان الوزن.

وتُظهر الدراسات السريرية فعالية هذه الأدوية في خفض الوزن بنسب كبيرة، لكنها في المقابل تتطلب استخدامًا طويل الأمد، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الاستمرار في تناولها مدى الحياة للحفاظ على الوزن المفقود.

 

توصيات مرتقبة من منظمة الصحة العالمية في 2025

أكد متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن العمل جارٍ منذ عام 2022 على إعداد توصيات شاملة ومحدّثة للوقاية من السمنة وعلاجها، تغطي مختلف الفئات العمرية من الأطفال والمراهقين إلى البالغين.

ومن المتوقع صدور هذه التوصيات في أغسطس أو سبتمبر من عام 2025، حيث ستتضمن توجيهات مفصّلة حول كيفية إدراج الأدوية ضمن نموذج علاجي متكامل يجمع بين التدخلات الطبية والإرشادات السلوكية والغذائية.

السمنة: أزمة صحية عالمية تتطلب حلولًا متعددة الأبعاد

السمنة لم تعد مجرد مسألة نمط حياة أو اختيار غذائي، بل أصبحت مرضًا مزمنًا يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية مثل السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وحتى بعض أنواع السرطان، ومع ارتفاع معدلاتها عالميًا، خصوصًا في صفوف الشباب والمراهقين، أصبح من الضروري التعامل معها على أساس علمي ووقائي وعلاجي شامل.

ومع دعم منظمة الصحة العالمية لاستخدام أدوية إنقاص الوزن، يتوقع أن تشهد السنوات القادمة تغييرًا في السياسات الصحية الدولية، بما يعزز فرص العلاج ويقلل من عبء هذا المرض على الأفراد والأنظمة الصحية حول العالم.

تم نسخ الرابط