موسوعة جديدة توثق المذاق المصري.. 100 وصفة تدخل سجل التراث الغذائي

في خطوة نوعية نحو حفظ التراث الغذائي المصري وتعزيز الهوية الوطنية، أعلنت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروعها الطموح "موسوعة الأغذية الشعبية المصرية"، الذي يهدف إلى توثيق الأكلات التقليدية المنتشرة في مختلف المحافظات المصرية بأسلوب علمي ومنهجي.
أكلات تصنف ضمن التراث الغذائي المصري
وتضم هذه المرحلة خمسة مجلدات باللغة الإنجليزية، اشتملت على توثيق 100 أكلة شعبية، مقسمة حسب التصنيف الغذائي إلى:
1. الخبز والمخبوزات
2. الأكلات المشتقة من الحبوب
3. الأكلات المعتمدة على البقوليات
4. وصفات من الخضروات
5. أكلات من أحشاء اللحوم

اعتمد الفريق البحثي في توثيق الأكلات على النزول الميداني إلى المحافظات، وجمع المعلومات من المجتمع المحلي مباشرة، من خلال مقابلات مصورة ووثائق حية تشرح طريقة التحضير والمكونات والخلفية التاريخية والاجتماعية لكل طبق. وقد ساهم هذا النهج العملي في ضمان توثيق دقيق من مصادره الأصلية، بما يعكس التنوع الثقافي لمائدة المصريين.
المشروع حفظ التراث الغذائي لم يقتصر على التوثيق الأكاديمي فحسب، بل كان له بعد اجتماعي وإنساني، إذ تعاون مع بنك الطعام المصري، وتم تنفيذ إعداد الأكلات من خلال سيدات معيلات من مختلف أنحاء مصر، ممن يتمتعن بخبرة واسعة في الطبخ الشعبي. كما عُرضت هذه الوصفات خلال شهر رمضان عبر وسائل الإعلام، بمشاركة السيدات أنفسهن في تقديم الأكلات، مما أتاح للجمهور فرصة نادرة للتعرف على وصفات تقليدية من بيئات مصرية متنوعة.
وحرصًا على نقل هذا التراث الغذائي إلى العالم، جاءت الموسوعة باللغة الإنجليزية، مع ملخصات بالعربية في نهاية كل وصفة، لتكون جسرًا للتعريف بالمطبخ المصري عالميًا. وتُتاح الموسوعة حاليًا للبيع في أكاديمية البحث العلمي والمركز القومي للبحوث، وكذلك في متجر "كنوز" التابع للمتحف القومي للحضارة المصرية.

ومن بين المبادرات المتكاملة ضمن المشروع، شارك الفريق في إعداد ملف تسجيل الكشري المصري ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو لعام 2025، والملف حاليًا في مرحلة التقييم الفني انتظارًا للقرار الرسمي من المنظمة الدولية.
بدأت المرحلة الأولى من المشروع عام 2020، بتمويل كامل من الأكاديمية، وينفذها المركز القومي للبحوث بإشراف أ.د. مجدي السيد، وبتنسيق من د. نهال سامح رمضان كباحث مناوب. وتستعد الأكاديمية حاليًا لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع، التي ستغطي المزيد من الأكلات الشعبية من مختلف أنحاء مصر، في مسعى مستمر لحفظ المطبخ المصري وتقديمه للعالم كجزء من تراث الإنسانية.