عميل "FBI"يقاضي "أوكيف" بعد تسجيل سري يظهر انتقاده لترامب

رفع عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) السابق، والمتعاقد السابق مع البنتاجون، جيمي مانينا دعوى قضائية ضد مؤسس المنظمة الغير ربحية المحافظة والمعروفة بتسجيلاتها السرية، جيمس أوكيف.
وتتهم الدعوى، "أوكيف" بتدبير عملية تسجيل سري لمقاطع فيديو تظهر "مانينا" ينتقد الرئيس دونالد ترامب، لامرأة قدمت نفسها لـ"مانينا" على أنها مهتمة بمواعدته - وفقًا لتقرير وكالة الأنباء "أسوشيتد برس".
ويزعم "مانينا" في دعواه، أن المرأة خدعته، حيث قدمت نفسها كممرضة ليبرالية، لكنها كانت تعمل مع "أوكيف" في عملية تهدف إلى دفعه لقول تصريحات "تحريضية وضارة" ليتم تسجيلها والتلاعب بها ونشرها.
وتزعم الدعوى، أن مقاطع من محادثاتهما في يناير 2025 تم تجميعها، ليبدو الأمر وكأن مانينا "يحاول شن انقلاب غير قانوني ضد الرئيس ترامب". كما تتهم الدعوى مقالات نُشرت مع مقاطع الفيديو بتشويه سمعة "مانينا" من خلال تصويره لتقويض رئاسة ترامب.
صحة التصريحات
يعترف "مانينا" بالإدلاء بالتصريحات، لكنه يؤكد أنها أُخرجت من سياقها وتم تحريرها وتركيبها لتقديمه بصورة زائفة. ويشير إلى وصف مكتوب على "يوتيوب" مصاحب لأحد التسجيلات كمثال على ذلك.
ودافع "أوكيف" عن التسجيلات، قائلاً إن "مانينا" أدلى بتعليقاته "طواعية" وكان من المهم للجمهور الاستماع إليها. وأشار إلى أن قانون مقاطعة كولومبيا يسمح بتسجيل المحادثات بموافقة طرف واحد فقط. ووصف الدعوى بأنها "اعتداء على التعديل الأول" وأعلن استعداده للقتال في المحكمة.
وتتضمن الدعوى، اتهامات بالتشهير، وتقديم صورة زائفة، والتضليل الاحتيالي، وانتهاكات قانون التنصت الفيدرالي. وتجادل الدعوى أيضًا، بأن قانون الموافقة على التسجيل في مقاطعة كولومبيا لا يزال يحظر تسجيل الاتصالات لغرض ارتكاب فعل ضار.
ملابسات القضية
تأتي القضية من موعدين جمعهما "مانينا" بالمرأة في يناير 2025، وسلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها "أوكيف" لاحقًا. تزعم الدعوى أنه خلال موعدهما الأول، أعربت المرأة عن كراهيتها لترامب وضغطت على "مانينا" بشأن آرائه السياسية وعمله الحكومي. فأخبرها "مانينا" أنه عمل كـ "صائد جواسيس" عندما كان عميلاً لمكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي.
يُظهر أحد التسجيلات المرأة تسأل مانينا عن "تقييمه العام لترامب"، ليجيب بأنه "نرجسي معتل اجتماعي مهتم فقط بتعزيز اسمه وثروته وشهرته". وعندما سُئل عما إذا كان هناك أي شيء يمكنه فعله "لحماية الشعب الأمريكي"، قال مانينا إنه كان يتحدث مع بعض الجنرالات المتقاعدين لاستكشاف الخيارات المتاحة.
كما تذكر الدعوى أنهما التقيا في موعد ثانٍ، وبعد مغادرتهما المطعم، اقترب منهما رجل يحمل ميكروفونًا، تبين لاحقًا أنه "أوكيف"، وقال لـ"مانينا": "جيمي، أنت صياد جواسيس، كما تقول. حسنًا، أنا أيضًا صياد جواسيس، لكنني على ما يبدو صياد جواسيس أفضل منك.
تداعيات التسجيل
أدى نشر "أوكيف" لأجزاء من الفيديو إلى فصل شركة "Booz Allen" لـ مانينا من وظيفته كمقاول. إذ يمثل "مانينا" في دعواه القضائية، المحامي البارز في واشنطن، مارك زايد. الذي سبق له أن رفع دعوى قضائية ضد ترامب.
وأوضح "زايد" أن القضية لا تتعلق بالكذب في تطبيقات المواعدة، بل بتكوين ملف تعريف زائف بهدف استهداف الأفراد لأغراض ضارة. وتزعم الدعوى أن مجموعة "O’Keefe Media Group" قدمت "مانينا" بصورة زائفة، عبر تحريف تصريحاته ومنصبه، مشيرة إلى مقال على موقعها وصفه بـ "مستشار بارز في البنتاجون".
وتجادل الدعوى، بأن هذا التوصيف يهدف لدعم ادعاءات كاذبة بمحاولة "مانينا" القيام بانقلاب ضد ترامب. بالإضافة إلى تلميح الدعوى إلى أن نشر "مانينا" لثلاث مقالات تنتقد ترامب عام 2017، عندما كان يعمل في مكتب مدير المخابرات الوطنية، قد يكون الدافع وراء استهدافه.