برنامج تنقل الشباب يثير غضب مؤيدي ومعارضي بريكست
ستارمر يكشف عن خطة "إعادة هيكلة بريكست" المثيرة للجدل

يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للإعلان عن خطة "إعادة هيكلة بريكست" يوم الاثنين المقبل، والتي من المتوقع أن تثير جدلاً واسعاً بين مؤيدي ومعارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت مصادر حكومية لصحيفة "Independent" أن الخطة تتضمن برنامجاً لتنقل الشباب بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، على غرار البرنامج المطبق مع أستراليا، مما يسمح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً بالسفر والعمل بحرية لمدة عامين.
وقد أثار إعلان ستارمر الأخير عن الحد من الهجرة الشرعية تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، حيث يرى البعض أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى "إفساح المجال" لبرنامج تنقل الشباب، كجزء من جهوده لإعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فقد أثار خطاب ستارمر قلقاً واسعاً، حيث اتهمه البعض بمحاكاة خطاب "أنهار الدم" لعضو برلمان المملكة المتحدة السابق، إينوك باول، الذي أثار موجة من الكراهية المعادية للهجرة في عام 1968.
تعزيز التعاون الدفاعي واتفاقيات تجارية جديدة
بالإضافة إلى برنامج تنقل الشباب، تتضمن خطة ستارمر تعزيز التعاون في مجال الدفاع الأوروبي، حيث ستلعب المملكة المتحدة دوراً أكثر تقدماً. كما يسعى ستارمر إلى إبرام اتفاقية تجارية مع دول الخليج، بهدف جذب مليارات الدولارات لتمويل النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.
وقد بدأت استراتيجية ستارمر تتبلور بعد توقيع اتفاقية تجارة حرة ضخمة مع الهند، وبعد يومين اتفاقية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأكدت مصادر حكومية أن "السبب الرئيسي لعدم تقدم الاتفاق الأمريكي هو الحفاظ على توافقه مع اتفاق الاتحاد الأوروبي".

توقعات بانقسام الآراء حول الخطة
حذر مسؤول حكومي رفيع المستوى من أن اتفاق "إعادة هيكلة بريكست" سيثير غضب "طرفي" نقاش خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد أنه "سيكون رائعاً" عند الكشف عنه في قمة يوم الاثنين المقبل.
وقد صرحت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، بأن الاتحاد الأوروبي يمثل أولوية بالنسبة للمملكة المتحدة على الولايات المتحدة، مؤكدة أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لتحقيق تجارة أكثر سلاسة مع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك برنامج تنقل الشباب.
وأشار بحث حكومي بريطاني إلى أن الاتفاقية مع الهند ستزيد التجارة الثنائية بمقدار 25.5 مليار جنيه إسترليني، ومن المتوقع أن يأتي 15.7 مليار جنيه إسترليني منها من زيادة صادرات الشركات البريطانية إلى الهند.
وأوضح ستارمر أن رؤيته للمملكة المتحدة كمركز تجاري بين الاقتصادات الكبرى تشكل الآن محور خططه لتحقيق النمو الاقتصادي، مؤكداً أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي "ستكون طموحة" لتواكب "المكاسب الكبيرة" التي حققتها الاتفاقيات مع الهند والولايات المتحدة.