زيارة «ترامب» للسعودية.. شراكة وتفاهمات اقتصادية بين الرياض وواشنطن

أكد الكاتب الصحفي حازم الشرقاوي، مدير تحرير جريدة الأخبار في المملكة، أن زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية ضمن جولته الخليجية كانت تاريخية بكل المقاييس، وشهدت زخماً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً يعكس تحولًا جديدًا في العلاقات الثنائية كما هناك شراكة وتفاهمات اقتصادية بين الرياض وواشنطن.
تفاهمات اقتصادية بين الرياض وواشنطن
وفي مداخلة عبر تطبيق "زووم" مع الإعلامية بسمة وهبة، خلال برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور، أوضح "الشرقاوي" أن الزيارة حملت أبعادًا سياسية واقتصادية مهمة، إلى جانب الطابع الإنساني الذي تجلّى في التقدير المتبادل بين ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشار إلى أن "ترامب" وصف ولي العهد بـ"الأمير الشاب القادر على إحداث تغيير جذري في المملكة"، وهو ما يعكس إعجابًا أمريكيًا بقيادة المملكة ووتيرة التطور فيها.
وأضاف أن "ترامب" زار مدينة الدرعية التاريخية وأبدى اهتمامًا خاصًا بالموروث الثقافي السعودي، كما التقى بعدد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، في لقاءات اتسمت بالصراحة والجدية، مما يشير إلى رغبة أمريكية حقيقية في بناء شراكة اقتصادية طويلة الأمد.

منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي
وشهدت الزيارة انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، والذي شارك فيه كبار رجال الأعمال من الجانبين، وأسفر عن تفاهمات اقتصادية مهمة، أبرزها توقيع اتفاقية في مجال الطاقة بين شركتين سعودية وأمريكية بقيمة 9 مليارات دولار.
وأوضح "الشرقاوي" أن هذا التوقيع يعكس ثقة المستثمرين العالميين في السوق السعودي، التي باتت أحد أبرز الوجهات الاقتصادية الواعدة في المنطقة والعالم.
السعودية لاعب اقتصادي عالمي
سلّط الشرقاوي الضوء على قوة الرؤية الاقتصادية للمملكة، مشيرًا إلى أن الاستثمارات السعودية ليست عشوائية، بل تستند إلى دراسات وتحليلات عميقة يشرف عليها الصندوق السيادي السعودي، الذي يبحث عن أوعية استثمارية استراتيجية على مستوى العالم.
وأكد أن هذا الصندوق الضخم بات أداة مؤثرة في تحقيق رؤية السعودية 2030، حيث يركز على الذكاء الاصطناعي، توطين التقنية، والطاقة النظيفة، ويدعم شركات ناشئة تساهم في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
شراكة متبادلة وأولويات مستقبلية
أوضح "الشرقاوي" أن الاستفادة متبادلة في العلاقة بين الرياض وواشنطن، حيث تحرص السعودية على نقل التكنولوجيا وتوطين المعرفة، في حين تجد الشركات الأمريكية بيئة استثمارية محفزة ومتطورة في المملكة.
وأشار إلى أن هذه الشراكة تستند إلى رؤية واضحة من الطرفين، تُركز على التنمية المستدامة، والتكامل الاقتصادي، ومواجهة التحديات العالمية مثل الطاقة، الأمن السيبراني، والتغير المناخي.
ليست محطة بروتوكولية
زيارة "ترامب" إلى السعودية ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل هي إشارة إلى شراكة استراتيجية جديدة بين الرياض وواشنطن، أساسها الاقتصاد، التقنية، والتفاهم السياسي، مما يعزز موقع السعودية كقوة إقليمية صاعدة، ويساهم في صياغة مستقبل المنطقة بالتعاون مع الحلفاء الدوليين.