أستاذ الزلازل يوضح أسباب الشعور بـ هزة أرضية في مصر|فيديو

قدم الدكتور محمود صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، توضيحًا شاملاً للحدث الجيولوجي وأبعاده ما شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم هزة أرضية “زلزال” وقع في مصر شعر بها العديد من سكان الساحل الشمالي وحتى القاهرة مما جعلها مثير القلق، وشرح كيفية التعامل مع الزلازل حال وقعه.
أسباب الهزة الأرضية في مصر
أوضح الدكتور الحديدي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة CBC، أن الزلزال وقع جنوب شرق جزيرة كريت بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق يُقدر بحوالي 70 كيلومترًا تحت سطح الأرض، فضًلا عن أن أقرب نقطة للزلزال من السواحل المصرية كانت مدينة مرسى مطروح، التي تبعد عنه حوالي 420 كيلومترًا، في حين تبعد مدينة رشيد عنه حوالي 600 كيلومتر.
وأكد أستاذ الزلازل أن هذه المنطقة تُعرف بنشاطها الزلزالي المستمر، لكنها غالبًا ما تكون بعيدة بما يكفي عن الأراضي المصرية، لذا لا يشعر السكان بهذه الهزات إلا عندما تتجاوز قوتها 5.5 درجات على مقياس ريختر. وأضاف أن الزلزال الأخير كان من القوة والعمق بحيث وصلت تأثيراته إلى عدد من المدن المصرية، مما تسبب في شعور المواطنين بالاهتزازات بشكل ملحوظ.
وصول الموجات الزلزالية
فسر الدكتور محمود الحديدي سبب الشعور بالزلزال في مصر قائلاً إن عمق الزلزال هو العامل الأساسي في ذلك، فكلما زاد العمق، زادت قدرة الموجات الزلزالية على الانتشار لمسافات طويلة، ما يؤدي إلى الإحساس بالهزة في أماكن بعيدة مثل القاهرة والساحل الشمالي. وهو ما حدث بالفعل، حيث شعر عدد كبير من السكان بالهزة بوضوح.
شدد الدكتور الحديدي على أن خطورة الزلازل لا تكمن فقط في قوتها، بل أيضًا في تصرفات الناس أثناء وقوعها، حيث أن الذعر والتدافع هما من الأسباب الرئيسية في وقوع إصابات ووفيات، موجهًا نصيحة مهمة للمواطنين، داعيًا إلى الحفاظ على الهدوء وعدم التسرع، والتحرك ببطء نحو مكان آمن داخل المنزل مثل الوقوف تحت الأعمدة أو طاولات قوية، مع حماية الرأس باليدين.

ماذا تفعل عند حدوث زلزال؟
اختتم الحديدي حديثه بتوصيات عملية يمكن أن تنقذ الأرواح في حال تكرار مثل هذه الأحداث: "التزام الهدوء وتجنب التدافع، الاحتماء تحت الأسطح الصلبة أو الأعمدة داخل المنزل، حماية الرأس والرقبة باليدين، بعد توقف الاهتزاز، التوجه بهدوء نحو الأماكن المفتوحة وتجنب استخدام المصاعد.
يثبت الزلزال الأخير أهمية التوعية والتدريب المجتمعي لمواجهة الكوارث الطبيعية. فبينما لا يمكن منع الزلازل، يمكن تقليل آثارها بشكل كبير من خلال تصرفات واعية واستعداد مسبق، وتبقى التوعية المجتمعية والتثقيف حول كيفية التصرف أثناء الزلازل أحد أهم عناصر الوقاية وتقليل الخسائر.