تعزيز التعاون العسكري والأمني
مذكرة تفاهم دفاعية بين قطر والولايات المتحدة بحضور الشيخ تميم وترامب| فيديو

شهد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الدفاعي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك خلال مراسم رسمية أقيمت في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة.
وتندرج المذكرة ضمن مسار الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين، والتي تشمل مجالات متعددة في مقدمتها الدفاع والأمن، وتأتي تأكيدًا على التزام الجانبين بتطوير قدراتهما المشتركة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
تدريبات مشتركة وتبادل معلومات ومعدات عسكرية
تهدف مذكرة التفاهم إلى توسيع نطاق التعاون الدفاعي، عبر تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات الاستخباراتية، ودعم القدرات الفنية للقوات المسلحة القطرية، إضافة إلى توريد أنظمة ومعدات دفاعية متقدمة.
وتُعد الاتفاقية امتدادًا للوجود العسكري الأمريكي في قطر، والذي يتمثل في قاعدة "العديد" الجوية، أحد أبرز المراكز اللوجستية للقيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.
رسالة سياسية في توقيت حساس إقليميًا
تحمل هذه المذكرة دلالات سياسية واضحة، في ظل ما يشهده الإقليم من تصعيد أمني وتوترات متزايدة، إذ تعكس استمرار التنسيق الأمني الوثيق بين الدوحة وواشنطن، والتزام الطرفين بردع أي تهديدات محتملة لأمن الخليج والمنطقة عمومًا.
كما تأتي في سياق تكامل الجهود الدفاعية الثنائية لمواجهة تحديات الأمن السيبراني، وتهريب الأسلحة، والأنشطة غير المشروعة العابرة للحدود.
قطر شريك موثوق في الأمن الإقليمي
تؤكد هذه الخطوة المتقدمة أن دولة قطر تواصل ترسيخ مكانتها كشريك موثوق في منظومة الأمن الإقليمي والدولي، من خلال سياسات قائمة على الحوار والدبلوماسية، مدعومة بشراكات دفاعية متوازنة مع قوى كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تسهم المذكرة الجديدة في تعزيز الجاهزية الدفاعية، وتوسيع مظلة الأمن المشترك، بما يخدم مصالح البلدين ويدعم الاستقرار في منطقة الخليج.
تاريخ طويل من التعاون العسكري
تأتي مذكرة التفاهم الدفاعية الموقعة بين قطر والولايات المتحدة كأحدث حلقة في سلسلة من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي تعود إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، عقب حرب الخليج الثانية، حين بدأت واشنطن في توسيع حضورها العسكري في منطقة الخليج، لتشكل قطر أحد أبرز مرتكزاته.
ويُذكر أن اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة بين البلدين عام 1992 أسست لوجود عسكري أمريكي دائم على الأراضي القطرية، تطور لاحقًا إلى إنشاء قاعدة العديد الجوية، التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، وتعد مركزًا استراتيجيًا للعمليات الأمريكية في المنطقة.