عاجل

الجامع الأزهر: شبكات التواصل تهدد القيم وتضعف الروابط الأسرية

الأزهر
الأزهر

حذر ملتقى الجامع الأزهر للقضايا المعاصرة من مخاطر الاستهلاك السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، وتأثيرها المتزايد على وعي الشباب وتركيبتهم النفسية والاجتماعية، داعيًا إلى ضرورة توجيه هذه الوسائل لخدمة القيم الإسلامية والمجتمعية.

جاء ذلك خلال الحلقة الأسبوعية التي عُقدت برحاب الجامع الأزهر، تحت عنوان: "شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية"، بحضور الدكتور رضا أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، وأدارها الإعلامي محمد مصطفى يحيى.

تحذير من الاستخدام السلبي لشبكات التواصل

وأكد الدكتور رضا أمين أهمية استثمار منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يخدم تقدم المجتمع من خلال نشر القيم الإسلامية والمبادئ الوطنية، وتوظيفها في نشر الوعي المجتمعي، وتوسيع المدارك، وتيسير اكتساب العلوم والمعارف النافعة، مشيرًا إلى مسؤولية الدعاة في استخدام هذه الوسائل للدعوة إلى الله ومواجهة الفكر المتطرف.

ملتقى الجامع الأزهر 
ملتقى الجامع الأزهر 

من جانبه، أشار الدكتور صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين، إلى التداعيات السلبية المتزايدة الناجمة عن الاستخدام غير الرشيد لشبكات التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى ظهور  العديد من المساوئ، نتيجة غياب  الوعي في تعامل الأشخاص  مع هذه المنصات.

وأوضح أنه نتج عن هذا الانغماس المفرط في شبكات التواصل الاجتماعي حدوث خلل جوهري في الأسرة، وضعف الروابط الأسرية، كما تسببت في إحداث أضرار نفسية واجتماعية عميقة، كنتيجة للإدمان في استخدامها بشكل غير واع،  وتشمل هذه الأضرار الشعور بالعزلة، وتفاقم مشاعر القلق والاكتئاب، وانتشار المقارنات الاجتماعية السلبية التي تؤدي إلى تدني احترام الذات.

كما عقد مقارنة بين واقع شباب اليوم، الذين يقضون أوقاتًا طويلة أمام شبكات التواصل الاجتماعي، دون تحقيق أي فائدة أو إضافة حقيقية إلى رصيدهم المعرفي أو الشخصي، وبين قامة شامخة، وهو الإمام شرف الدين النووي رحمه الله، الذي كان يستثمر كل لحظة في طلب العلم ونشره، حتى أنه كان يُملي في كل يوم وليلة ما يعادل دفترين كاملين مما جادت به قريحته وحصيلته العلمية.

كما ذكر أن الإمام ابن جرير الطبري ظل يكتب كل يوم أربعين ورقة طوال أربعين عاما من عمره، داعياً إلى استلهام عظمة الماضي واستثمار طاقات شبابنا فيما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع والارتقاء.

وكيل كلية العلوم الإسلامية 
وكيل كلية العلوم الإسلامية 

وفي سياق نصائحه للشباب، استلهم وكيل كلية العلوم الإسلامية من معين العلامة ابن الجوزي لأبنه: "يا بني، إن الأيام تبسط ساعات، وإن الساعات تبسط أنفاسًا، وفي كل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم ولا ينفعك الندم"، وهي دعوة إلى الوعي بقيمة الوقت والحياة، وإلى السعي الدؤوب لملء خزائن أنفاسهم بما يرتقي بهم وبمجتمعاتهم، نحو بناء غد مشرق.

وفي ختام اللقاء، أكد وكيل كلية العلوم الإسلامية أن تحقيق المناعة الفكرية يبدأ من الشعور الدائم بمراقبة الله تعالى، وأن كل ما يُنشر على هذه الشبكات سيكون شاهدًا للمرء أو عليه يوم القيامة، داعيًا إلى تبني خطاب رقمي واعٍ ومسؤول.
 

تم نسخ الرابط