فاطمة حسونة…"عين غزة" تحضر في "مهرجان كان" رغم الغياب

فاطمة حسونة العدسة التي لم تنكسر حتى الموت
في لحظة استثنائية من مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78، تحولت السجادة الحمراء إلى مساحة للحداد والتكريم، بعدما وجهت رئيسة لجنة التحكيم، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تحية مؤثرة إلى روح المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قتلت في غارة إسرائيلية على قطاع غزة في 16 أبريل الماضي.
فاطمة حسونة
ولدت فاطمة حسونة عام 1999 في مدينة غزة، ودرست الوسائط المتعددة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية و اشتهرت بلقب “عين غزة”، حيث كرست سنواتها الأخيرة لتوثيق المعاناة اليومية للسكان تحت الحصار والقصف، من خلال صور تحاكي الألم والأمل و عملت كمصورة صحفية مستقلة وشاركت في معارض دولية مثل “غزة حبيبتي” و*“SAFE”*، ونشرت أعمالها في وسائل إعلام عالمية أبرزها صحيفة The Guardian.
وفي أبريل 2024، استهدف منزل فاطمة في حي التفاح شرق غزة بغارة جوية، ما أدى إلى استشهادها مع 10 من أفراد عائلتها، بينهم أطفال لم يتجاوز عمرها حينها 25 عام لكنها تركت خلفها إرث بصري يشهد على المأساة والصمود.

فاطمة حسونة مشاركة فاطمة في مهرجان كان
وشاركت فاطمة حسونة بالصوت والعدسة، في الفيلم الوثائقي “ضع روحك على يدك وامش”، من إخراج المخرجة الإيرانية الفرنسية سبيده فارسي حيث يعرض الفيلم ضمن قسم ACID (جمعية السينما المستقلة للتوزيع)، ويعد شهادة حية على شجاعة فاطمة التي استمرت في العمل رغم الخطر الداهم.
وقالت فارسي عن فاطمة: “كانت صديقة وفنانة موهوبة رغم علمها بالخطر لم تتراجع عن توثيق الحياة وسط الموت والمفارقة المؤلمة أن فاطمة علمت باختيار فيلمها للمشاركة في مهرجان كان قبل يوم واحد من استشهادها.

فاطمة حسونة الفن يبقى
وفي كلمتها الافتتاحية للمهرجان قالت جولييت بينوش كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة الفن يبقى فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا.”
كما أشارت إلى معاناة ضحايا الحروب والسجناء والغرقى، مؤكدة أن “الحرب والفقر وتغير المناخ وكراهية النساء لا تترك لنا فسحة للراحة.

فاطمة حسونة أصوات تتضامن وتكسر الصمت
وتزامن تكريم فاطمة مع رسالة مفتوحة وقعها نحو 400 شخصية سينمائية عالمية، من بينهم ريتشارد غير وبيدرو ألمودوبار، دعوا فيها إلى كسر “الصمت” حيال ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية في غزة” وأشادوا بفاطمة حسونة، التي أصبحت رمز للصحافة الميدانية الشجاعة في وجه العنف والتجاهل الدولي.

حضور يتحدى الغياب
ورغم رحيلها بقيت فاطمة حسونة حاضرة في مهرجان كان لا كضيفة بل كصوت وصورة تفضح الصمت وتوقظ الوعي وصورها وفيلمها وكلمات من عرفوها تحولت إلى مرآة تعكس ألم غزة وصمودها حيث أن وفاتها كانت فاجعة لكنها رسخت مكانتها كأيقونة للصحافة الإنسانية وفنها كوثيقة لا تنسى