سابقة خطيرة.. الأزهر يحذر من تسليح المستوطنين ببنادق قنص متطورة في الضفة

في تطور لافت وغير مسبوق، قام المجلس الاستيطاني في شمال الضفة الغربية بتوزيع عشرات البنادق القناصة المتطورة من نوع "جلبوع DMR" على ما يُعرف بـ "وحدات الطوارئ" التابعة للمستوطنين المنتشرين في مختلف مستوطنات الضفة الغربية، حيث خُصصت بندقية واحدة لكل وحدة.
مرصد الأزهر: تسليح المستوطنين أداة لتحقيق أهداف استيطانية متطرفة على خطى التهجير القسري
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن قيمة هذه الأسلحة تقارب مليون شيكل (ما يعادل 280 ألف دولار أمريكي)، وقد تم تمويلها من تبرعات جمعتها منظمة تُدعى "أصدقاء مستوطنات شمال الضفة الغربية" في كل من أمريكا وأوروبا ودول أخرى، بالإضافة إلى دعم من قسم الأمن التابع للمجلس الاستيطاني الصـ هـ يوني.
وعن ذلك، يشير مرصد الأزهر إلى أن المجلس ذاته اشترى أيضًا مئات البنادق المتطورة الأخرى، إلى جانب سترات واقية، وخوذات قتالية، وطائرات بدون طيار، وأجهزة للرؤية الليلية، وغيرها من الأسلحة والمعدات العسكرية.
وخلال لقاء جمعه بمستوطنين متطرفين، صرح رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، المتطرف "يوسي داجان"، قائلاً: "نحن نشهد لحظة تاريخية، فالمجلس يُعد أول سلطة محلية تقوم بتوزيع بنادق قنص على وحدات الطوارئ، وهو سلاح فريد يمتاز بقدرته على إصابة الأهداف بدقة عالية وفاعلية من مسافة تصل إلى 800 متر وبأمان تام".
كما وصف "داجان" الفلسطينيين بـ "الهمجيين البرابرة"، وحرض جماعات المستوطنين على قتلهم ومواجهتهم والوقوف بجانب الجيش الإسرائيلي في حربه ضد الفلسطينيين العزل، مؤكدًا: "نحن في حالة حرب، إنها حرب وجود. واجبنا أن نكون أقوياء، وأن نسخر كل طاقتنا لدعم القوات الإسرائيلية وأجهزة الأمن، لنكون بمثابة قبضة حديدية لهزيمة أعدائنا الهمجيين... نحن جزء من الجيش، وجزء من إسرائيل".
وأوضح "داجان" أن الفضل في تسليح جماعات المستوطنين يعود إلى الجاليات اليهودية في أوروبا وأمريكا وعدد من دول العالم الأخرى، من خلال دعمهم المالي الكبير، وكذلك إلى وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، والجيش والشرطة، بناء على ما ذكره خلال الاجتماع.
وتعقيبًا على ما نشره الإعلام العبري، يُشدد مرصد الأزهر على أن الحكومة الصـ هـ يونية اليمينية المتطرفة تهدف إلى ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى سيادة الكيان، وتؤمن بأن تحقيق ذلك لن يتم إلا من خلال تهيئة بيئة للتهجير القسري للفلسطينيين لدفعهم إلى ترك منازلهم وقراهم ومدنهم. لذلك، جعلت الحكومة الحالية من جماعات المستوطنين المتطرفين أداة قمع مسلطة على المدنيين الفلسطينيين العزل، وزودتهم بأحدث أنواع الأسلحة، ووفرت لهم غطاءً أمنيًا يضمن لهم الحماية الكاملة من أي محاسبة أو ملاحقة أمنية.
لهذا، يحذر المرصد من خطورة تسليح جماعات المستوطنين، نظرًا لما يحمله أفرادها من فكر إرهابي متطرف، وتشبعهم بأفكار ومعتقدات تدفعهم إلى التعطش لإراقة دماء الفلسطينيين، مع عدم وجود أي ضوابط للسيطرة عليهم. وبناءً عليه، يطالب مرصد الأزهر بضرورة التصدي لهذا الإرهاب الصـ هـ يوني الممنهج، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت هذا الاحتلال العنصري الدموي.