منقذ مصر من الحرب الأهلية .. طارق حجي : كنا سنواجه مصير مجهول لولا تدخل الجيش

أكد المفكر طارق حجي، أن الدين يجب أن يبقى ضمن الإطار الشخصي للإنسان، وألا يتحول إلى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو حزبية، مشددًا على أن الخلط بين الدين والسياسة يقود المجتمعات إلى الانقسام ويهدد استقرار الدول، قائًلا: "الإيمان الصادق لا يحتاج إلى منابر سياسية، فالدين في جوهره علاقة روحية بين الإنسان وربه حيث أن الهدف مصر."
جاء ذلك خلال حوار أجراه مع الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار"، حيث ناقش عددًا من القضايا الوطنية والفكرية المتعلقة بوضع مصر الإقليمي والدولي.
نموذج للوحدة الوطنية
وتحدث حجي عن الطابع الوطني غير الطائفي للجيش المصري، موضحًا أن القوات المسلحة تمثل جميع أطياف المجتمع المصري، دون تمييز ديني أو طائفي، وسرد واقعة مهمة قائلاً: "صاحب نظرية هدم تلال الرمال بخراطيم المياه كان مسيحي الديانة، وهو ما يعكس تجرد الجيش من أي انحياز ديني".
وأضاف: "في المؤسسة العسكرية لا نعرف من هو المسلم ومن هو المسيحي، الجميع يرتدون نفس الزي ويؤمنون بنفس العقيدة الوطنية، وهذا هو سر قوة جيشنا".
كابوس الحرب الأهلية
أشاد حجي بالدور التاريخي للقوات المسلحة المصرية في إنقاذ البلاد من خطر الحرب الأهلية، مؤكدًا أن تدخل الجيش في الوقت الحاسم منع سقوط مصر في فوضى مشابهة لما شهدته دول الجوار بعد أحداث الربيع العربي. وقال: "لولا تدخل الجيش، كنا سنواجه مصيرًا مشابهًا لسوريا أو ليبيا".
وأشار إلى أنه لو كان خيرت الشاطر – القيادي الإخواني – هو من تولى الرئاسة عام 2012، بدلاً من محمد مرسي، لكان خطر الحرب الأهلية أكثر احتمالًا، نظرًا لطبيعة الشاطر القتالية وقدرته على الحشد والتخطيط، مما كان سيقود إلى مواجهة دامية بين المصريين.
الاختلاف تحت مظلة الوطن
تابع حجي حديثه مؤكدًا أن قيمة مصر تكمن في وحدتها الوطنية، مشددًا على أنه "من الطبيعي أن نختلف في الآراء والانتماءات، ولكن يظل الوطن هو المظلة التي تجمعنا جميعًا، قائًلا: "الوضع في مصر مختلف تمامًا عن باقي دول المنطقة، بفضل قوة مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة".
وأكد أن الحفاظ على التراب الوطني مسؤولية مشتركة، والديمقراطية لا تعني الفوضى، بل تعني احترام الاختلاف في إطار من التعددية والانتماء الوطني، مشيرًا إلى أن مصر لا تزال تقف قوية بفضل وعي شعبها ومتانة مؤسساتها.

جيش مصر حائط الصد
اختتم طارق حجي تصريحاته بالتأكيد على أن الجيش المصري سيبقى درع الوطن وسنده الأول، ليس فقط بالسلاح، بل أيضًا بقيمه التي تجمع المصريين وتكرّس لمفهوم المواطنة، مبينًا: "إذا أردنا الحفاظ على مصر آمنة ومستقرة، فعلينا دعم جيشنا، ونشر ثقافة الوعي، وتعزيز وحدة الصف الوطني".
وشدد على أن التحديات مستمرة، لكن بالإرادة الجماعية والاصطفاف خلف الدولة، تبقى مصر أقوى من أي محنة أو تهديد.