عاجل

«خيركم من تعلم القرآن وعلمه».. تعرف على فضل تعلم القرآن وتعليمه

قراءة القرآن
قراءة القرآن

يعد القرآن الكريم أعظم كتاب عرفته البشرية، إذ يُمثل دستورًا إلهيًا متكاملاً أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون هدى ورحمة للعالمين. ومنذ نزوله قبل أكثر من 14 قرنًا، ما زال القرآن الكريم يحتل مكانة مركزية في حياة المسلمين، باعتباره المصدر الأول للتشريع، ومرجعًا روحيًا وأخلاقيًا، وطريقًا للطمأنينة والسكينة في زمن تموج فيه الأزمات والاضطرابات.

ويحظى تعلم القرآن وتعليمه بأهمية بالغة في الشريعة الإسلامية، حيث جاء في الحديث النبوي الشريف: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري)، في تأكيد صريح على أن هذا العمل يُعد من أعظم أبواب الخير التي يتقرب بها العبد إلى ربه

ويتفق العلماء أن لتعلم القرآن فضائل دنيوية وأخروية كثيرة، منها:

1. خير الناس:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“خيركم من تعلم القرآن وعلمه.” (رواه البخاري)
2. الارتقاء في درجات الجنة:
يقال لقارئ القرآن يوم القيامة:
“اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.” (رواه الترمذي)
3. الشفاعة يوم القيامة:
القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.” (رواه مسلم)
4. نور وهداية في الدنيا:
القرآن ينير القلب ويهدي السلوك، قال تعالى:
“قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.” (المائدة: 15)
5. طمأنينة القلب وسكينة النفس:
قراءة القرآن تبعث الطمأنينة، كما قال تعالى:
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب.” (الرعد: 28)
6. تكفير الذنوب ورفعة الدرجات:
كثرة تلاوة القرآن والعمل به سبب لمغفرة الذنوب وعلو المنزلة.
7. أجر عظيم على كل حرف:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.” (رواه الترمذي)
8. تربية النفس على التقوى والاستقامة:
القرآن يزرع الخوف من الله، ويحث على طاعته، وينهى عن المعاصي.
9. من أسباب رحمة الله بالعبد:
القرآن يجلب الرحمة والبركة في الحياة والعمل.
10. حماية من الفتن:
التمسك بالقرآن يحفظ المسلم من الانحراف وسط الفتن والمغريات
 

أما بالنسبة للقدر الواجب حفظه على المكلف، فقد أجمعت أقوال الفقهاء على أن أقل ما يجب حفظه هو سورة الفاتحة، لأنها ركن أساسي في كل ركعة من الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها. قال صلى الله عليه وسلم:
“لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.” (رواه البخاري ومسلم).
ويُستحب بعد ذلك أن يحفظ المسلم سورًا قصيرة من جزء “عمّ” مثل: الإخلاص، الفلق، الناس، والكوثر، حتى يؤدي صلاته بخشوع ويقرأ في الركعات المختلفة.

ويُشجع العلماء والمربون على أن لا يقتصر الأمر عند المسلم على الحد الأدنى، بل يحثون على المداومة على حفظ القرآن كاملاً أو أجزاء كبيرة منه، لما فيه من الخير والبركة في العمر والعمل والنسل.

تم نسخ الرابط