بعد اكتماله.. كم تبلغ إضاءة القمر الليلة في السماء؟

بعد وصول القمر إلى ذروة اكتماله أمس، لا يزال يُزيّن سماء الليل اليوم بمرحلة "البدر" التي تبلغ فيها إضاءته 99%، حيث يمضي الآن في يومه السادس عشر من دورته الشهرية.
ورغم أن العين المجردة قد تراه مكتملًا، فإن إضاءته تنخفض تدريجيًّا مع تقدم الأيام نحو المرحلة التالية.
ماذا يحدث بعد البدر؟
تتبع مراحل القمر الأربع الرئيسية (المحاق، التربيع الأول، البدر، التربيع الأخير) دورةً منتظمةً تستغرق نحو 29.5 يومًا.
ومن المقرر أن تدخل السماء مرحلة "قمر التربيع الأخير" (الربع الثالث) يوم 20 مايو، حيث سيظهر نصفه الأيسر فقط مضاءً بالنسبة للمشاهدين من الأرض، مع انخفاض ملحوظ في نسبة الإضاءة الكلية.
لماذا تتغير إضاءة القمر؟
تعكس هذه التحولات المرئية مواقع القمر والأرض والشمس النسبية.
فعندما تكون الأرض بين القمر والشمس، نرى القمر مكتملًا (البدر)، بينما تتناقص إضاءته تدريجيًّا مع تحركه في مداره، ليُظهر أجزاءً مُضاءةً بأشكال مختلفة تُعرف بالهلال أو التربيع.
يُذكر أن مراقبة هذه الظواهر الفلكية توفر فرصةً مثاليةً لعشاق الفلك لفهم تفاعلات النظام الشمسي وتأثيرها على مشهد السماء الليلية.

ويشرح الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ظاهرة اكتمال القمر، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في تقريره الدوري حول الظواهر الفلكية لشهر مايو، قائلًا إن "قرص القمر يكتمل ويُصبح بدرًا كامل الاستدارة في ذلك اليوم، حيث يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس، فيُشرق عند غروب الشمس مباشرة، ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، وتكون نسبة لمعانه 100%".
وقال أستاذ الفلك إن العين المجردة لا تستطيع التمييز الدقيق لاكتمال قرص القمر، لذا فإنه يبدو لنا كأنه بدر كامل خلال الفترة من 10 إلى 14 مايو. ويُعرف هذا البدر، وفقاً للتقاليد الأمريكية، بعدة أسماء، منها "قمر الزهور" نظرًا لازدهار الأزهار في هذا الوقت من العام، كما يُطلق عليه أيضًا "قمر الذرة" و"قمر الحليب".
الجدير بالذكر أن اكتمال القمر يعد فرصة مثالية لرصد تضاريسه، مثل الفوهات البركانية والحفر النيزكية، باستخدام التلسكوبات الصغيرة أو النظارات المعظمة.
وأضاف أن القمر سيشرق يوم الثلاثاء عند الساعة 9:10 مساءً بتوقيت القاهرة، وسيكون في ذلك اليوم مقترنًا مع النجم العملاق Antares (قلب العقرب)، وهو النجم الأكثر إشراقًا في برج العقرب. يتميز هذا النجم بلونه الأحمر وكتلته التي تفوق كتلة الشمس بعشرة أضعاف، كما يقع على بُعد 600 سنة ضوئية من الأرض.
يمكن رؤية هذا المشهد الفلكي بالعين المجردة طوال الليل، إلى أن يخفت تدريجيًا مع ازدياد شدة ضوء الشفق الصباحي الناجم عن شروق الشمس.