«النمر العربي».. هدية ترامب للسعودية خلال زيارته التاريخية

كانت إحدى هدايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية في زيارته اليوم «النمر العربي»، والذي قدمه في إحدى مذكرات التفاهم التي تم الاتفاق عليها بين البلدين.
يُذكر أن زيارة ترامب، إلى السعودية ضمن جولة خليجية تبدأ اليوم وتستمر لمدة أربعة أيام سيزور خلالها دول خليجية أخرى مثل قطر والإمارات العربية المتحدة.
«النمر العربي» إحدى هدايا ترامب للسعودية
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود عدة مذكرات تفاهم في إطار سلسلة من الاستثمارات التي سعى ترامب للحصول عليها من المملكة العربية السعودية.
وقد طالب ترامب بالحصول على تريليون دولار من الاستثمارات، إلا أن السعوديين قدموا فقط 600 مليار دولار، جرى توجيهها نحو مجموعة من الاتفاقيات التي تركزت على مجالات متنوعة، من بينها الطاقة والدفاع ومكافحة الأمراض المعدية.

ومن بين مذكرات التفاهم اللافتة للانتباه، اتفاق يتعلق بالحفاظ على "النمر العربي"، وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض بشدة. ووفقًا لما تم الاتفاق عليه، ستتعاون حديقة حيوان سميثسونيان في العاصمة الأمريكية واشنطن مع الجانب السعودي في جهود حماية هذا الحيوان.
ويُعد النمر العربي أصغر أنواع النمور في العالم، ويتميّز بجسمه الرشيق وفرائه المرقط الذي يساعده على التمويه في البيئات الجبلية والصحراوية. ويواجه هذا النوع تهديدات خطيرة بسبب فقدان موائله الطبيعية، والصيد الجائر، وتراجع أعداد فرائسه، مما جعله في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج حسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
ويهدف البرنامج المشترك إلى دعم جهود التكاثر في الأسر، وإعادة توطين النمر العربي في موائله الطبيعية، إلى جانب رفع الوعي البيئي وتعزيز الأبحاث العلمية الخاصة بهذا النوع. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من التزام أوسع من قبل السعودية بالحفاظ على التنوع البيولوجي، لا سيما في ظل رؤية المملكة 2030 التي تضع حماية البيئة ضمن أولوياتها، وتشجع على التعاون الدولي في مجالات التنمية المستدامة.
ما هو النمر العربي؟
النمر العربي هو أحد أندر وأصغر أنواع النمور في العالم، ويُعد من الحيوانات المهددة بالانقراض بشكل حرج وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN). وينتمي هذا الحيوان إلى فصيلة السنوريات، وهو أحد السلالات الفرعية من النمر (Panthera pardus nimr).
يتميز النمر العربي بجسم نحيل وخفيف يساعده على التكيف مع البيئات الجبلية والصحراوية الوعرة في شبه الجزيرة العربية. ويبلغ وزنه ما بين 25 إلى 30 كيلوجرامًا فقط، مما يجعله أصغر من باقي أنواع النمور المعروفة.
يعيش النمر العربي في مناطق نائية وجبلية صخرية تمتد في بعض الدول مثل السعودية، اليمن، عُمان، والإمارات، إلا أن أعداده تراجعت بشكل حاد في العقود الأخيرة بسبب التوسع العمراني وفقدان الموائل الطبيعية، بالإضافة إلى الصيد غير المشروع سواء له أو لفرائسه التي يعتمد عليها في الغذاء مثل الغزلان والوبر الصخري.
ويُقدر عدد النمور العربية المتبقية في البرية بأقل من 200 فرد، مما يجعل برامج الحماية ضرورية لإنقاذ هذا النوع من الانقراض.

تبذل المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة جهودًا متزايدة للحفاظ على النمر العربي من خلال إنشاء محميات طبيعية، وبرامج للتكاثر في الأسر، وتطبيق قوانين تحظر صيده وتجرّم الاتجار به. كما تلعب المؤسسات الدولية، مثل حديقة حيوان سميثسونيان في واشنطن العاصمة، دورًا داعمًا في جهود الإكثار والحفاظ الجيني، من خلال التعاون العلمي والتقني في مجال رعاية الأنواع المهددة.
إلى جانب أهميته البيئية في الحفاظ على التوازن الطبيعي، يحظى النمر العربي بقيمة ثقافية ورمزية كبيرة في التراث العربي، حيث يُنظر إليه كرمز للشجاعة والقوة. ولهذا السبب، أصبح الحفاظ عليه جزءًا من الهوية البيئية والثقافية في دول الخليج، وخاصة في إطار رؤى التنمية المستدامة مثل "رؤية السعودية 2030"، التي تضع حماية الحياة الفطرية ضمن أولوياتها.