محمد الباز: متابعة السيسي لصنع الله إبراهيم رسالة تأكيد على وحدة الوطن

أكد الكاتب الصحفي محمد الباز أن متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم، وتوجيه سيادته بمتابعة حالته وتقديم الرعاية الصحية له، تحمل رسالتين مهمتين.

وفي مداخلة هاتفية ببرنامج "الساعة 6" الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى على قناة "الحياة"، أشار "الباز" إلى أن الرسالة الأولى هي إدراك الدولة المصرية لقوتها الناعمة، المتمثلة في كتابها وفنانيها، وأهمية دعمهم والاعتراف بمكانتهم في المجتمع المصري، بغض النظر عن مواقفهم السياسية.

وأضاف "الباز" أن صنع الله إبراهيم، رغم مواقفه التي قد تحتوي على نوع من النقد أو المعارضة، إلا أن هذا لا يقلل من كونه مواطنًا مصريًا يمثل قيمة وطنية كبيرة جدًا. وتابع أن الرسالة الثانية التي تضمنتها تلك المبادرة هي أن مصر لا تنسج علاقاتها بأبنائها بناءً على مواقفهم السياسية، بل تعامل الجميع على أنهم جزء من الدولة، ما يعكس التماسك الوطني في مواجهة أي خلافات سياسية.

وفي إطار اهتمامه المستمر بأبنائه من المثقفين، فقد اطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، على الحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم، حيث تابع ما اتخذته وزارة الصحة والسكان من إجراءات طبية ورعاية شاملة منذ بداية الحادث الذي تعرض له. ووجه سيادته باستمرار المتابعة وتقديم كافة أوجه الرعاية الخاصة للروائي الكبير، وصولاً إلى استقرار حالته الصحية.

وكان الروائي صنع الله إبراهيم قد تعرض لحادث سقوط في منزله في بداية شهر مايو، أسفر عن إصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ الأيمن. وتم تشخيص حالته على الفور، حيث تم نقله إلى مستشفى معهد ناصر، حيث خضع لعملية جراحية ناجحة، وبعدها خرج من العمليات بحالة صحية مستقرة.

سيرة إبداعية مليئة بالمواقف الجريئة

صنع الله إبراهيم، الذي وُلد في 24 فبراير 1937م، هو كاتب وروائي مصري معروف بميله إلى الفكر اليساري. يُعتبر من أبرز الكتاب المثيرين للجدل، خصوصًا بعد رفضه استلام جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي في عام 2003م. تعرض السجن لعدة سنوات في فترات مختلفة من حياته بسبب مواقفه السياسية، حيث تم سجنه من عام 1959 إلى 1964 في سياق الحملة التي شنها جمال عبد الناصر ضد التيار اليساري.

أشهر أعماله الأدبية

تتميز أعمال صنع الله إبراهيم الأدبية بصلتها الوثيقة بتاريخ مصر السياسي من جهة، وبسيرته الشخصية من جهة أخرى. من أشهر أعماله الأدبية:

رواية "اللجنة" (1981): التي تعد هجاء ساخرًا لسياسة الانفتاح الاقتصادي التي طبقها الرئيس السادات.

رواية "بيروت بيروت" (1984): التي تناول فيها الحرب الأهلية اللبنانية.

رواية "شرف": التي اختيرت كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب.

مذكرات سجن الواحات: التي تحكي عن فترة سجنه وتجسد جانبًا من معاناته السياسية.

ومن بين أهم رواياته أيضًا، "وردة"، التي تحكي عن الثورات العربية الاشتراكية، وبالأخص محاولة جمهرة السلطنة العمانية في الستينات عن طريق مجموعة من الثوار المصريين واليمنيين واللبنانيين. لاقت هذه الرواية قبولًا في الأوساط الثقافية في مصر ولبنان والخليج.

أسلوبه الأدبي وتأثيره

يُعد صنع الله إبراهيم من كبار الروائيين المصريين الذين يتمتعون بقدرة كبيرة على السرد والحكي، حيث يميل أسلوبه إلى أسلوب الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، إلا أن إبراهيم يعد أقدم من ماركيز ككاتب. من أجل الاستمتاع برواياته، يجب على القارئ التركيز الكامل في التفاصيل، حيث لا يمكن أن يمر منها شيء بسهولة.

تظل أعمال صنع الله إبراهيم علامة فارقة في الأدب العربي، وواحدة من أبرز الأدوات التي تسهم في فهم التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر والعالم العربي.