عاجل

لإعادة تشكيل الجسم بعد الولادة بطريقة صحية : نصائح من دكتورة تغذية

التغيرات الجسدية
التغيرات الجسدية والنفسية بعد الولادة

تمر المرأة بالكثير من التغيرات الجسدية والنفسية بعد الولادة، ويحتاج جسدها إلى عناية خاصة من أجل التعافي بشكل صحي وآمن. إذا كنتِ تتطلعين لاستعادة لياقتكِ الجسدية، فإن الأمر يتطلب منكِ اتباع خطة متوازنة تراعي احتياجات جسمكِ الجديد. في هذا المقال، تقدم لكِ اختصاصية التغذية جنى حرب خطة شاملة لإعادة تشكيل جسمكِ بعد الولادة بطريقة صحية وآمنة.

 التحلي بالصبر وتقدير ما أنجزه جسمكِ

جسدكِ قد احتضن حياة جديدة، وبالتالي فإن التغيرات التي حدثت له كانت ضرورية. لا تتعجلي في استعادة شكل جسمكِ السابق، لأن الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي، خاصة بعد الولادة القيصرية أو الصعبة. التحلي بالصبر وتقدير ما أنجزه جسمكِ يساعدكِ في التعامل مع هذه المرحلة بأمان.

 استشارة الطبيب قبل البدء بأي نشاط بدني

من المهم استشارة طبيبكِ قبل العودة لأي نشاط بدني أو رياضي. بعض النساء يمكنهن البدء بالرياضة الخفيفة بعد 4-6 أسابيع من الولادة، بينما قد تحتاج أخريات إلى فترة أطول. التأكد من استعداد جسمكِ لهذه الأنشطة يساهم في تجنب الإصابات وتعزيز التعافي السليم.

التغذية الصحية: الأساس لجسم متوازن وطاقة مستدامة

تغذية الأم بعد الولادة تعد من العوامل الأساسية في إعادة التوازن لجسدها. تحتاج المرأة إلى تعويض العناصر الغذائية التي فقدتها خلال الحمل والولادة، بالإضافة إلى دعم إنتاج الحليب في حال الرضاعة. التغذية السليمة ليست فقط وسيلة لفقدان الوزن، بل أداة للشفاء واستعادة القوة.

العناصر الغذائية الأساسية بعد الولادة:

  • البروتين: مهم لدعم تعافي الأنسجة وبناء العضلات، ويعزز الشعور بالشبع. مصادره تشمل الدجاج، البيض، السمك (مثل السلمون)، البقوليات، والزبادي اليوناني.
  • الحديد: لتعويض الدم المفقود ومنع فقر الدم، ويتوفر في الكبد، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، العدس، السبانخ، والحبوب المدعمة بالحديد.
  • الكالسيوم: مهم لصحة العظام والأسنان، خاصة أثناء الرضاعة، ويتواجد في الحليب، الزبادي، الجبن، السردين، اللوز، والبروكلي.
  • الأحماض الدهنية أوميغا-3: تدعم صحة الدماغ وتحسن المزاج، وتساعد على تقوية دماغ الطفل في حال الرضاعة. مصادرها تشمل السلمون، التونة، بذور الكتان، والجوز.
  • الألياف: تحسن الهضم وتقلل الإمساك، وهو أمر شائع بعد الولادة. تشمل المصادر الشوفان، الخضروات الورقية، الفواكه الطازجة، الخبز الأسمر، والبقوليات.
  • الماء والسوائل: ضرورية لإنتاج الحليب ومنع الجفاف. احرصي على شرب 8-12 كوباً من الماء يومياً، بالإضافة إلى الشوربات والعصائر الطبيعية.

نصائح غذائية ذكية

  • تقسيم الوجبات إلى 3 رئيسية و2-3 خفيفة طوال اليوم.
  • لا تهملي وجبة الفطور لأنها تساهم في تنشيط التمثيل الغذائي.
  • تجنب السكريات المكررة والمأكولات المصنعة، لأنها توفر طاقة مؤقتة فقط.
  • تحضير الوجبات مسبقاً لتجنب تناول الوجبات السريعة في لحظات التعب.
  • استمعي إلى جسمكِ: تناولي الطعام عند الجوع، وتوقفي عند الشبع.

 ممارسة الرياضة بشكل تدريجي

ممارسة الرياضة بعد الولادة جزء مهم من التعافي، ولكن يجب أن تكون تدريجية. ابدئي بنشاطات رياضية خفيفة مثل المشي اليومي، وهو تمرين مثالي خاصة مع دفع عربة الطفل. مع مرور الوقت، يمكنكِ إضافة تمارين تقوية عضلات البطن والحوض مثل تمارين "كيجل" واليوغا أو البيلاتس. هذه التمارين تساعد على تحسين التوازن وتقوية العضلات.

الراحة والنوم: جزء أساسي من التعافي

قلة النوم تؤثر على هرمونات الجوع وتقلل قدرة الجسم على حرق الدهون. حاولي الحصول على قسط من الراحة أثناء نوم الطفل، واطلبي المساعدة من العائلة عندما تحتاجين للراحة. النوم الجيد يعزز قدرتكِ على التعافي ويمنحكِ طاقة أكبر للقيام بمسؤولياتكِ اليومية.

الرضاعة الطبيعية والمجهود البدني

الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساعد بعض النساء في خسارة الوزن، حيث تحرق حوالي 500 سعرة حرارية في اليوم. ومع ذلك، يجب أن تتذكري أن الرضاعة ليست مقياساً وحيداً لفقدان الوزن، بل من المهم أن تتابعي تقدّمكِ بشكل صحي ومتوازن.

 تتبّع التقدّم بطريقة صحية

  • التقطي صوراً شهرية لملاحظة التغييرات في جسمكِ.
  • ركّزي على تحسن القوة والطاقة، وليس فقط الرقم على الميزان.
  • احتفلي بالإنجازات الصغيرة مثل زيادة مدة التمارين أو تقليل محيط البطن.

استعادة شكل الجسم بعد الولادة ليست سباقاً، بل رحلة تحتاج إلى صبر ورعاية للنفس. من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن، يمكنكِ تحسين قوتكِ وثقتكِ بنفسكِ. تذكري أن كل جسد يختلف عن الآخر، والأهم هو أن تشعري بالقوة والصحة في هذه المرحلة المهمة من حياتكِ.

تم نسخ الرابط