عاجل

صورة تعود لـ1945

من البارجة "كوينسي" إلى قصر اليمامة.. 80 عامًا من الشراكة السعودية - الأمريكية

الملك عبدالعزيز آل
الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت

بين مياه قناة السويس على متن البارجة الأمريكية "كوينسي"، جلس الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في فبراير 1945، في لقاء هو الأول من نوعه بين زعيم سعودي ورئيس أمريكي. ذلك المشهد الذي وثقته عدسات التاريخ لا يزال يُستدعى في كل محطة جديدة من العلاقة الاستراتيجية الممتدة بين الرياض وواشنطن.

وجاء ذلك اللقاء بعد أيام من انتهاء مؤتمر "يالطا"، وكان يحمل طابعًا رمزيًا وسياسيًا كبيرًا، حيث ناقش الزعيمان مستقبل المنطقة، والضمانات الأمنية، وقضايا الطاقة، وهو ما اعتُبر لاحقًا "وثيقة تأسيس" لتحالف تاريخي لا يزال مستمرًا حتى اليوم.

من لقاء الرموز إلى بناء المصالح

شكل لقاء كوينسي لحظة مفصلية أسست لتعاون طويل الأمد بين البلدين، بُني على قاعدة "النفط مقابل الأمن"، إلا أن العقود التالية شهدت تحوّلات كبيرة في طبيعة الشراكة التي توسّعت لتشمل التعاون في مجالات التكنولوجيا، التعليم، الدفاع، والطاقة المتجددة.

ورغم اختلاف الإدارات الأمريكية وتبدل التحديات الإقليمية، فإن المملكة العربية السعودية ظلّت شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، لا سيما في ملفات الخليج العربي، وأسواق الطاقة، ومحاربة الإرهاب، والتوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

قصر "اليمامة".. امتداد للقاء "كوينسي" بروح جديدة

اليوم، وبينما تستضيف الرياض قمة جديدة تجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُستعاد إرث كوينسي بوصفه نقطة البدء لتحالف استراتيجي يسعى الجانبان إلى تحديثه.

فمع تغير خريطة الطاقة عالمياً، وصعود قوى إقليمية جديدة، وتطور التحديات من ملفات النفط والأمن إلى الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، تسعى الرياض وواشنطن إلى إعادة صياغة شراكة أكثر تنوعًا ومرونة.

ويحمل قصر "اليمامة" اليوم دلالات رمزية مشابهة لتلك التي حملتها مياه قناة السويس قبل 80 عامًا، حيث لم يعد المشهد يقتصر على تبادل المصالح، بل بات يعكس تقاطع رؤى استثمارية وتنموية واستراتيجية، على قاعدة الثقة التاريخية.

تحالف بُني على المصالح المشتركة وتطوّر مع الزمن

منذ لحظة اللقاء على متن البارجة "كوينسي"، أدرك الطرفان – السعودي والأمريكي – أهمية التعاون في ظل بيئة دولية متغيرة، حيث مثلت السعودية حجر زاوية في استقرار الخليج وتأمين تدفقات النفط، بينما مثّلت الولايات المتحدة مظلة أمنية وعسكرية واقتصادية عززت من مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا.

ورغم ما مرت به العلاقة من تباينات ظرفية أو خلافات سياسية، خاصة في مراحل التحول داخل كلا البلدين، إلا أن التحالف ظل قائمًا على أسس راسخة من المصالح المشتركة، والرغبة في حماية التوازن الإقليمي.

تم نسخ الرابط