حركة فتح: بنيامين نتنياهو يريد مد الحرب تنجبًا للمحاكمة بتهم الفساد

سلط الدكتور ماهر النمورة، المتحدث باسم حركة فتح، الضوء على الأسباب الحقيقية خلف رفض رئيس وزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن استمراره في الحرب ليس بدافع حماية "أمن إسرائيل" كما يزعم، بل هروب من استحقاقات داخلية تهدد مستقبله السياسي وربما تقوده إلى السجن.
نتنياهو يخشى ملفات الفساد
وأوضح ماهر النمورة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو خليل في برنامج "من مصر" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن بنيامين نتنياهو يعي تمامًا أن أي وقف للحرب قد يفتح الباب أمام محاكمته بتهم الفساد التي تلاحقه منذ سنوات، لافتًا إلى أن الأوساط السياسية والقانونية داخل إسرائيل كانت قبل 7 أكتوبر الماضي تطالب بشكل صريح بإزاحته عن الحكم، بعد اتهامات له بالتفرد بالسلطة والسعي لتقويض استقلالية النظام القضائي.
وأضاف ماهر النمورة أن استمرار الحرب بات يمثل لـ بنيامين نتنياهو وسيلة للهروب من موجة الاحتجاجات الشعبية التي كانت على وشك إسقاط حكومته، مشيرًا إلى أن تصاعد الأصوات الغاضبة داخل المجتمع الإسرائيلي اليوم ليس فقط نتيجة لفشل القيادة السياسية في إدارة الأزمة، بل أيضًا بسبب ارتفاع الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الاحتلال.
محاكمة نتنياهو تتصاعد
بيّن المتحدث باسم "فتح" أن الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، يقابلها أيضًا انهيار في ثقة الشارع الإسرائيلي بقيادته، مشددًا على أن هناك الآن دعوات جدية لمحاكمة نتنياهو ومحاسبته على حجم الدمار والمعاناة التي سببها، سواء للفلسطينيين في غزة أو للمجتمع الإسرائيلي ذاته.
وأكد النمورة أن الوضع السياسي في إسرائيل يشهد حالة من التدهور غير المسبوق، حيث بات الحديث عن "ما بعد بنيامين نتنياهو" حاضرًا بقوة في وسائل الإعلام ومراكز القرار، وهو ما يفسر تمسكه بمواصلة الحرب رغم الإدانات الدولية والدعوات المتكررة لوقف العدوان.
دعم عربي لمبادرة عباس
في سياق متصل، أشاد النمورة بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واصفًا خطته التي طرحها في القمة العربية الأخيرة بأنها تمثل خريطة طريق متكاملة للخروج من الأزمة الراهنة، مضيفًا أن المبادرة حظيت بدعم واسع من الدول العربية وعدد من الأطراف الدولية المؤثرة.
وأشار إلى أن الخطة تهدف إلى إعادة إعمار غزة، وفرض سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة، بما يشمل توحيد المؤسسات، وضمان وجود سلاح شرعي واحد وعلم فلسطيني واحد، بما يضع حدًا لحالة الانقسام السياسي والأمني التي استمرت لسنوات.

الحرب وإنقاذ الأبرياء
وفي ختام تصريحاته، شدد ماهر النمورة على أن الأولوية القصوى لحركة فتح والرئيس أبو مازن كانت ولا تزال تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإنقاذ أرواح الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراع من دمائهم ومعيشتهم.
وشدد على أن فتح تسعى إلى إنهاء دوامة العنف والدخول في مرحلة سياسية جديدة تحكمها سيادة القانون والشرعية الدولية، مع ضرورة إنهاء الاحتلال وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، في مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة.