ماضي الشرع يطارده
مخاطر أمنية على أوروبا.. سوريا بين رفع العقوبات ومشاكل الجماعات المسلحة

حذّرت مسودة وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة الإرهاب من أن عدم الاستقرار في سوريا يمكن أن يشكل مخاطر أمنية على أوروبا، مشيرة إلى أن مستوى خطر الإرهاب داخل التكتل الأوروبي "لا يزال مرتفعا". وذلك في الوقت الذي أبدى المسؤولون الأوروبيون تفاؤلا حذرا تجاه القيادة السورية الجديدة التي تولت السلطة في ديسمبر الماضي بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد وذلك على الرغم من انتمائها سابقا لجماعات متشددة.
في الوقت نفسه، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وعد الشرع بحثّ أوروبا على رفع العقوبات الحالية عن سوريا، بينما رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالفكرة، وقال للصحفيين قبل توجهه إلى المملكة العربية السعودية إنه يريد أن يمنح سوريا "بداية جديدة".

الخوف من التنظيمات الجهادية في سوريا
نقلت "رويترز" عن الوثيقة الأوروبية إن "الإرهاب والتطرف العنيف يشكلان تهديدا كبيرا للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء"، مؤكدة أن "مستوى الخطر لا يزال مرتفعا بشكل عام". وأضافت أن "تطورات الوضع الأمني في سوريا يمكن أن تؤدي إلى عودة ظهور الجماعات الجهادية في المنطقة، إما انطلاقا من الأراضي السورية -تجاه أوروبا على الأرجح- أو من خلال تنشيط الجهاديين في القارة الأوروبية عن بعد".
وتحدد المسودة -التي تحمل تاريخ التاسع من مايو- التوصيات اللازمة، وتشير إلى أن "الإرهاب الجهادي لا يزال يمثل الخطر الأبرز على الاتحاد الأوروبي". في الوقت نفسه، يخشى المسؤولون الأوروبيون من أنه مع مرور سوريا بمرحلة انتقال سياسي، قد تتشكل جماعات إرهابية داخل البلاد أو قد يفرج عن سجناء شاركوا في أنشطة متطرفة.

رفع العقوبات عن سوريا وإزالة الشرع من قوائم الإرهاب
بينما لا يزال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع مدرجا على قائمة عقوبات الأمم المتحدة للإرهاب لقيادته السابقة لـ "هيئة تحرير الشام"، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، كان الشرع جالسا -في وقت سابق من هذا الشهر- في قصر الإليزيه في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه سيحث الاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات عن سوريا.
والاثنين، قبل وقت قصير من توجهه إلى السعودية، قال ترامب في البيت الأبيض إنه يفكر في رفع العقوبات الأمريكية التي يعود تاريخها إلى نظام الأسد وتمنع سوريا من التجارة والخدمات المصرفية، وذلك من أجل منح البلاد "بداية جديدة".
وتشمل أول زيارة خارجية مهمة لترامب قضاء يومين في الرياض قبل زيارة قطر والإمارات العربية المتحدة، مع إمكانية إضافية لزيارة تركيا يوم الخميس للانضمام إلى المحادثات المحتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومع أنه لم يؤكد الاجتماع قال ترامب بشأن سوريا: "سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، والتي قد نرفعها قريبًا".
وأضاف: "قد نرفع العقوبات عن سوريا لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة. لكن الرئيس أردوغان سألني عن ذلك. سألني كثيرون عن ذلك لأن الطريقة التي نفرض بها عقوبات عليهم لا تمنحهم بداية جيدة. لذا نريد أن نرى إن كان بإمكاننا مساعدتهم، وسنتخذ القرار المناسب".

لقاء محتمل بين ترامب والشرع في السعودية
قالت صحيفة The Times البريطانية إنه من المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، على الرغم من الانقسام بين مستشاريه حول الجدوى من هذه المحادثات.
ويسعى الشرع، الذي تولى السلطة في يناير الماضي عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، إلى الضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات من خلال تقديم تنازلات "مثل السماح للشركات الأمريكية باستغلال الموارد الطبيعية في صفقة معادن على غرار تلك التي وقعت في أوكرانيا"، وفق الصحيفة.
كما أثيرت إمكانية إنشاء "برج ترامب" في العاصمة السورية دمشق ، كجزء من عرض على الرئيس الأمريكي، الذي من المتوقع أن يلتقي نظيره السوري في مجموعة تضم محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، والرئيس اللبناني ميشال عون.
ويؤكد التقرير أنه "إذا تم عقد الاجتماع، فإنه سيمثل رحلة غير عادية لعضو سابق في تنظيم القاعدة في العراق قضى خمس سنوات في السجون الأمريكية، بما في ذلك في سجن أبو غريب سيئ السمعة".