عاجل

أبو الغيط: قطاع غزة يجَوَّع والعالم يتجاهل مأساته .. والقمة مطالبة بموقف حاسم

السفير أحمد أبو الغيط
السفير أحمد أبو الغيط

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن ما يشهده الشعب الفلسطيني حاليًا من تجويع وحرب مستعرة ومنع للمساعدات الإنسانية، يعكس فشلًا أخلاقيًا صارخًا في تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية.

وجاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، حيث تساءلت عن المنتظر من القمة العربية المقبلة في ظل الكارثة الإنسانية في غزة، ليُجيب أبو الغيط: "قبل أن نسأل ماذا ننتظر من القمة، علينا أن نسأل: من المسؤول عمّا يحدث؟"

المجتمع الدولي شريك في الجريمة 

أشار أبو الغيط إلى أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، تجاهل القضية الفلسطينية لسنوات، وانشغل بدفع الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل على أمل أن تُحل القضية تلقائيًا.

وأضاف: "لقد راهنوا على أن الشعب الفلسطيني سيقبل بتلك المعادلة المختلة، لكن جاءت هبة 7 أكتوبر لتوقظ العالم على حقيقة أن الشعب لم ولن يتنازل عن حقوقه، وأن تجاهل القضية لن يدفنها، بل سيؤججها".

جرائم في أعين القانون الدولي

وانتقد أبو الغيط بشدة التدمير الهائل الذي تشهده غزة، واصفًا إياه بـ"التدمير المذهل" الذي يرقى إلى جرائم حرب يُعاقب عليها القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية.

وقال: "قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني ولا أحد في العالم يرفع صوته! مأساة بهذا الحجم تمر بصمت مطبق، وكأن أرواح الفلسطينيين لا تساوي شيئًا أمام حسابات القوى الكبرى".

وتابع: "وصل بي الأمر أنني قلتها صراحة، وفي اجتماعات دولية كبرى: يبدو أن حقوق الإنسان عندكم نوعان، إنسان أوروبي مثل المولدوفي أو الأوكراني له كرامة واهتمام، وإنسان عربي أو إفريقي له وضع مختلف تمامًا".

ازدواجية المعايير بعد الآن

أعرب الأمين العام عن غضبه من المعايير المزدوجة التي تحكم السياسات الغربية، مشددًا على أن حقوق الإنسان لا يمكن أن تُقاس بالجنسية أو العرق. وأضاف: "العرب باتوا يرون بوضوح أن هناك تعاملًا عنصريًا فيما يتعلق بالقضايا الدولية، ولن نقبل بذلك بعد الآن".

العمل العربي المشترك

وفيما يخص القمة العربية المقبلة في بغداد، أوضح أبو الغيط أنها ستكون مناسبة لطرح القضية الفلسطينية كأولوية قصوى، لكن ضمن إطار أوسع من التحديات التي يواجهها الإقليم، من حروب أهلية إلى تدخلات خارجية.

وقال: "القمة ستكون عادية في شكلها، لكنها استثنائية في مضمونها، لأنها تأتي في ظل كارثة إنسانية تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا، ورسالة قوية للعالم بأن العرب لن يصمتوا أمام استمرار هذه المأساة".

<strong>برنامج كلمة أخيرة </strong>
برنامج كلمة أخيرة 

الحق لا يسقط بالتقادم

اختتم أبو الغيط حديثه بالتأكيد على أن صوت العرب لن يُسكت مهما كانت الضغوط، مضيفًا: "قد يتأخر الرد، وقد تُخمد الأصوات مؤقتًا، لكن قضيتنا عادلة، وحقوقنا ثابتة، وكرامتنا لا تُشترى".

وأكد أن الدور العربي في المرحلة المقبلة يجب أن يكون أكثر جرأة ووضوحًا، بعيدًا عن المجاملات الدبلوماسية والمواقف الرمادية.

تم نسخ الرابط