عاجل

أحمد أبو الغيط: المنطقة العربية تواجه أخطر التحديات في تاريخها

السفير أحمد أبو الغيط
السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المنطقة العربية تشهد أخطر وأصعب المراحل التي مرّت بها خلال المائة عام الماضية، مشيرًا إلى أن حجم الأزمات والصراعات الإقليمية غير مسبوق في التاريخ الحديث. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON.

أزمات متراكمة وتحديات غير مسبوقة

وأشار أبو الغيط إلى أن الوضع الحالي في الدول العربية يتفوق على كل ما مرّت به المنطقة من نكبات ونزاعات خلال السبعين عامًا الماضية. وقال: "لم أرَ دولًا عربية على حافة الانهيار كما هو الحال الآن، ولم أشهد من قبل هذا الكم من الحروب الأهلية والانقسامات". ورغم تجاوزه الـ82 عامًا، أكد أن الأزمات التي تمر بها المنطقة الآن تفوق أي تحديات سابقة.

تطورات القضية الفلسطينية

وفي معرض حديثه عن تطورات القضية الفلسطينية، أكد أبو الغيط أنها تمر بمنعطف بالغ الصعوبة، مضيفًا: "خلال خمسين عامًا، لم أر إسرائيل بهذا القدر من التوحش والعدوانية في الإقليم".

وأضاف أن الوضع الحالي يتجاوز حتى نكسة 1967، رغم أنها كانت هزيمة موجعة للعالم العربي، إلا أن الدول آنذاك استطاعت لاحقًا الرد عسكريًا، كما فعلت مصر في حرب أكتوبر 1973، حيث استعادت كل أراضيها.

وأشار إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا الآن، فالجولان لا يزال محتلاً، كما أن الاحتلال الإسرائيلي تمدد بشكل غير شرعي نحو جبل الشيخ وجنوب الجبهة السورية، مؤكدًا أن ذلك يمثل تطورًا خطيرًا يُنذر بمزيد من فقدان الأراضي العربية

دوامة الانقسامات والحروب 

تحدث الأمين العام عن الأزمات التي تضرب عددًا من الدول العربية، معتبرًا أن السودان غارق في حرب أهلية مدمرة، بينما العراق بدأ فقط في التعافي من آثار الاحتلال الأمريكي عام 2003، أما ليبيا، فلا تزال مقسمة بين حكومتين متنازعتين، في حين تواجه اليمن انقسامًا حادًا بين حكومة شرعية وجماعة انقلابية.

وشدد على أن هذه الأزمات ليست فقط داخلية، بل تتفاقم بسبب تدخلات خارجية إقليمية ودولية، مؤكدًا أن إيران، على سبيل المثال، تلعب دورًا كبيرًا في زعزعة الاستقرار داخل المنطقة.

أعمال مكتظ وتحديات 

ردًا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الأوضاع ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية 34 المرتقبة في بغداد، قال أبو الغيط: "بكل تأكيد، فالقمة ستتناول كافة هذه الملفات، لكنها ليست قمة استثنائية لقضية بعينها، بل عادية تُعقد بجدول أعمال متكامل".

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لن تكون الوحيدة على طاولة القادة العرب، إذ سبق مناقشتها في قمتين خلال 12 شهرًا، في كل من الرياض والقاهرة.

<strong>برنامج كلمة أخيرة</strong>
برنامج كلمة أخيرة

رسالة بقاء وصمود عربي

"أبو الغيط" شدد على أن مجرد انعقاد القمة العربية يمثل رسالة للعالم بأن الدول العربية ما زالت حاضرة، موضحًا: "من مسقط إلى أغادير، على امتداد أكثر من 13 ساعة طيران، العرب لا يزالون موجودين، وبإمكانهم الاجتماع والتشاور والتنسيق".

وختم حديثه بالتأكيد على أهمية وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات الكبرى، معتبرًا أن اللقاء العربي المشترك ضرورة حيوية في لحظة فارقة من تاريخ الإقليم.

تم نسخ الرابط