عاجل

تكرار لما حدث مع أوكرانيا

صور الأقمار الصناعية تكشف استعدادات عسكرية روسية على حدود فنلندا

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن  موسكو تعمل على تعزيز وجودها العسكري على الحدود الفنلندية، وذلك "في صدى مخيف للصور التي التقطت للقواعد الروسية قبل أن يشن بوتين حربه في أوكرانيا"، كما ذكر تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن محللين إن موسكو تعمل على بناء أماكن إقامة القوات والبنية الأساسية لنشر الطائرات وتجديد المرافق القديمة في القواعد العسكرية الرئيسية، في إشارة إلى أنها تسعى إلى تعزيز قدراتها في منطقة الحدود.

وتشير الصور، التي حصلت عليها قناة SVT السويدية من Planet Labs، إلى وجود نشاط في أربعة مواقع داخل روسيا، هي "كامينكا"، و"بتروزافودسك"، و"سيفيرومورسك 2"، و"أولينيا".

وفي "كامينكا"، التي تبعد نحو 35 ميلاً عن الحدود الفنلندية، يقال إنه تم نصب أكثر من 130 خيمة عسكرية قادرة على إيواء نحو 2000 جندي منذ فبراير الماضي.

رد روسيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف الأطلسي

كان رد مسؤولي الكرملين على انضمام فنلندا والسويد مؤخراً إلى حلف شمال الأطلسي عبارة عن "تهديد غامض" باتخاذ "تدابير استجابة عسكرية تقنية". لكن يبدو الآن أنها جارية على قدم وساق. وهو ما ذكره وزير الدفاع السويدي مايكل كلايسون بقوله: "عندما تقدمنا ​​بطلب عضوية الناتو، قالت روسيا إنها ستتخذ مثل هذه الخطوات. ونحن نشهد الآن حدوث ذلك".

في نوفمبر 2021، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء صور الأقمار الصناعية التي تُظهر قوات روسية تتحشد على الحدود مع أوكرانيا، وهو ادعاء نفاه الكرملين ووصفه بأنه لا أساس له من الصحة. وبعد أقل من أربعة أشهر، شنّ بوتين حربه الشاملة على أوكرانيا.

واتهمت موسكو حلف شمال الأطلسي بالتصرف كطرف معتد وليس كتحالف دفاعي، وتعهدت مرارا وتكرارا بالدفاع عن نفسها بكل الوسائل، باستخدام التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وغيره من الأساليب.

وقد أثار انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي في الرابع من أبريل 2023، والذي أدى إلى توسيع حدود التحالف مع روسيا بأكثر من 800 ميل، غضب موسكو، حيث حذر مسؤولون في نظام بوتين من أن استخدام الأسلحة النووية "لن يكون مستبعدا" في حالة نشوء صراع.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه "يبدو الآن أن موسكو، رداً على توسع حلف شمال الأطلسي، تستعد للحرب من خلال إصدار أوامر بالتطوير السريع للمرافق على حدودها الشمالية الغربية".

ونقلت قناة  SVTعن المحلل العسكري الفنلندي إميل كاستيهلمي أن صور الأقمار الصناعية "علامة على النشاط المتزايد".

استعدادات روسية غامضة على الحدود الفنلندية

في بيتروزافودسك، الواقعة على بعد نحو 100 ميل من الحدود الفنلندية، تم بناء ثلاثة مستودعات كبيرة يقترح الخبراء أنها عبارة عن قاعات تخزين للمركبات المدرعة، والتي ستكون قادرة على استيعاب حوالي 50 شخصا، مع وجود قاعة أخرى قيد الإنشاء، وفقا لأحدث الصور من أواخر أبريل. 

وتظهر الصور القادمة من أقصى الشمال أن قاعدة "سيفيرومورسك-2" الجوية -التي كانت مغلقة في السابق- أصبحت تعمل الآن، حيث يبدو أن أعمال التجديد اكتملت في السنوات الأخيرة. وتظهر عدة طائرات هليكوبتر متوقفة في أماكن متفرقة بالمدرج، الذي يقع على بعد 110 أميال من الحدود الفنلندية وأقل من 70 ميلاً من النرويج. 

في هذه الأثناء، يقال إن القاعدة الجوية في "أولينيا"، الواقعة على بعد نحو 90 ميلاً من فنلندا، نشطة بكامل طاقتها، حيث تتمركز القاذفات الروسية هناك وتنفذ غارات على أهداف في أوكرانيا، وفقاً لكييف.

قلق فنلندي من التحركات الروسية على الحدود

الشهر الماضي، أعرب نائب وزير الدفاع الفنلندي، الفريق فيسا فيرتانين، عن قلقه إزاء تصرفات روسيا على الحدود، مشيرا إلى أن الكرملين "يختبر وحدة حلف شمال الأطلسي عمدا" لمعرفة ما إذا كان سيقوم بتفعيل المادة الخامسة الخاصة ببند الدفاع الجماعي للحلف.

وفي حديثه لصحيفة Die Welt الألمانية، قال فيرتانن إن روسيا تختبر المادة الخامسة بتكتيكات حرب هجينة تشمل الهجمات الإلكترونية والهجرة الجماعية عبر الحدود، وهي الآن تقوم بتركيب معدات جديدة لنشر القوات الروسية على طول حدودها.

وحذر فيرتانين أنه "خلال الحرب كان هناك نحو 20 ألف جندي متمركزين ونحو أربعة ألوية احتياطية، والآن نرى أن روسيا تقوم ببناء بنية تحتية جديدة وبأقصى سرعة ممكنة، المزيد من القوات في هذه المنطقة".

وأوضح القائد الفنلندي أنهم يعيدون تنظيم أنفسهم من الألوية، ومن المرجح أن يكون هناك حوالي أربع إلى خمس فرق، وفيلق جيش، ووحدة داعمة.

وأضاف: "لذلك سيكون هناك المزيد من القوات هناك في المستقبل مقارنة بما كان عليه الحال قبل حرب أوكرانيا"، مؤكدا في الوقت نفسه أن فنلندا مستعدة للدفاع عن حلفائها منذ عقود.

بوتين يُنشيء "منطقة لينينجراد العسكرية"

ردا على انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، أعلن بوتين إنشاء "منطقة لينينجراد العسكرية" بالقرب من الحدود الفنلندية، وقام بنشر وحدات عسكرية إضافية في المنطقة.

لكن الرئيس الروسي رفض، مرارا وتكرارا، المخاوف بشأن هجوم محتمل على أعضاء حلف شمال الأطلسي، ووصفها بأنها "هراء كامل"، مؤكدا أن روسيا ليس لديها أي مصلحة في الدخول في صراع مع التحالف.

وعندما سلطت واشنطن الضوء على الحشد العسكري عبر الحدود الأوكرانية في عام 2021، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التقارير بشكل قاطع، قائلاً إنه "لا توجد حاجة إلى إضاعة الوقت على مزاعم رديئة الجودة".

وقال بيسكوف للصحفيين آنذاك: "إن نقل معداتنا العسكرية ووحدات جيشنا شأننا حصرًا. روسيا لم تهدد أحدًا قط".

والشهر الماضي، حذر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف من أن الدول الأعضاء الجديدة في حلف شمال الأطلسي "أصبحت الآن أهدافا محتملة للانتقام النووي" إذا اختارت موسكو ذلك.

ويبدو أن ميدفيديف، الذي يقدم نفسه باعتباره أحد الصقور الأكثر صراحة في روسيا في معاداة الغرب، كان يشير إلى السويد وفنلندا، آخر دولتين انضمتا إلى التحالف العسكري الغربي.

كما ذكرت وكالة أنباء Tass الروسية أن الأسلحة النووية "لن تكون مستبعدة" إذا نشأ صراع.

وقال ميدفيديف: "إن وضع عدم الانحياز منحهما (فنلندا والسويد) امتيازات دولية معينة، نظرا لموقعهما الجيوسياسي والعديد من العوامل الأخرى. الآن أصبحوا جزءا من كتلة معادية لنا، مما يعني أنهم أصبحوا تلقائيا هدفا لقواتنا المسلحة، بما في ذلك الضربات الانتقامية المحتملة وحتى المكون النووي أو التدابير الوقائية في إطار العقيدة العسكرية".

مخاوف من حرب عالمية ثالثة نووية

أيضا حذرت موسكو بريطانيا، الأسبوع الماضي، من نشر "تحالف الراغبين" في أوكرانيا، معلنة أن ذلك قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة نووية.

وقال سيرجي شويجو، أمين عام مجلس الأمن الروسي القوي ووزير الدفاع السابق، إن روسيا رفضت نشر قوات غربية على الأرض في البلاد التي مزقتها الحرب.

وقال شويجو إنه "من الأصح" تسمية مثل هذه القوات البريطانية والاتحاد الأوروبي بـ "قوات تدخلية أو محتلة مؤقتة"، في إشارة إلى "تحالف الراغبين".

وأضاف: "ستكون هذه وحدات من نفس دول حلف شمال الأطلسي، التي عارضت روسيا وجودها حتى قبل الحرب، والتي بدأت إلى حد كبير بسبب هذا التهديد -نشر البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا- على أراضينا التاريخية".

قبلها، حذر الرئيس فلاديمير بوتين من استعداد الكرملين لاستخدام الأسلحة النووية واستئناف تجارب الأسلحة الذرية في القطب الشمالي للمرة الأولى منذ الحرب الباردة، مدعيا أن أوروبا تستعد سرا للحرب ضد روسيا بحلول عام 2030.

وقال بوتين في تصريح لوكالة أنباء Tass الرسمية: "إن السياسيين العقلاء في أوروبا يدركون أن تنفيذ مثل هذا السيناريو (نشر قوات غربية على الأرض في أوكرانيا) قد يؤدي إلى صدام مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا وبالتالي إلى الحرب العالمية الثالثة".

تم نسخ الرابط