عاجل

سُنة مهجورة.. الإفتاء توضح أهمية "الاشتراط" للحجاج والمعتمرين|فيديو

الدكتورة زينب السعيد
الدكتورة زينب السعيد

أكدت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهمية تفعيل سنة "الاشتراط" عند الإحرام بفريضة الحج أو العمرة، موضحة أنها من السنن النبوية التي شرّعها الإسلام لتكون بابًا من أبواب التيسير والرحمة، خصوصًا عند حدوث أعذار طارئة تمنع الحاج من إتمام المناسك. 

ما هو الاشتراط وكيف يُقال؟

أوضحت السعيد، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" المذاع على قناة "الناس"، أن الاشتراط هو إعلان نية مشروطة عند الإحرام، حيث يقول الحاج: "لبيك اللهم حجًا، فإن حبسني حابس، فمحلي حيث حبستني"؛ هذا الإعلان يكون بمثابة حماية شرعية للحاج، تمكّنه من التحلل من الإحرام دون فدية أو إثم في حال وقوع ظرف قهري، مثل مرض مفاجئ، أو حادث، أو منع أمني أو إداري.

أكدت أمينة الفتوى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بعض زوجاته بالاشتراط عند الإحرام، وقال لواحدة منهن: "حجي واشترطي"، مما يدل على استحباب هذه السنة للنساء بوجه خاص، لما قد يتعرضن له من ظروف طارئة، مثل الدورة الشهرية أو الحمل.

الدورة الشهرية أثناء الحج

أشارت السعيد إلى أن اشتراط المرأة عند الإحرام له فائدة كبيرة إذا تعرضت لنزول الحيض قبل أداء الطواف. ففي هذه الحالة، وبدون اشتراط، لا يمكنها التحلل إلا بعد الطواف، ما قد يضعها في موقف حرج، أما مع وجود الاشتراط، فلها أن تتحلل فورًا من الإحرام، وتؤجل أداء الفريضة دون فدية أو إثم.

لفتت السعيد إلى أن المرأة الحامل قد تتعرض خلال أداء مناسك الحج إلى ظروف صحية طارئة تهدد سلامتها أو صحة الجنين؛ وفي حال كانت قد نوت الاشتراط، يمكنها التحلل دون فدية، ما يخفف عنها كثيرًا من الضغط النفسي والجسدي، أما إذا لم تكن قد اشترطت، فإنها تدخل في حكم "المُحصَر"، مما يترتب عليه وجوب القضاء، وأحيانًا الفدية حسب الحالة.

<strong>برنامج حواء </strong>
برنامج حواء 

دعوة لإحياء سنة منسية

دعت الدكتورة زينب السعيد في ختام حديثها إلى ضرورة إحياء سنة الاشتراط، التي أصبحت شبه مهجورة في أوساط الحجاج، رغم ما تحمله من تيسير ورحمة، مؤكدة أنها لا تخص فئة دون أخرى، بل هي مستحبة لكل حاج أو معتمر، من الرجال والنساء على حد سواء، قائًلا: "علينا أن نثقف الناس ونعرفهم أن الاشتراط مش ضعف في النية، بل هو التزام بالسنة، ووعي بحكمة التشريع، وسعة رحمة الله بعباده".

رسالة الدكتورة السعيد كانت واضحة: من الضروري توعية الحجاج والمعتمرين، خصوصًا في الدروس التحضيرية، بأهمية الاشتراط وطريقته، ليكونوا على دراية بكيفية التصرف عند الطوارئ، وليتمكنوا من أداء الشعيرة العظيمة بطمأنينة وراحة ضمير، مطبقين سنن النبي، وملتزمين بروح الشريعة التي جاءت للتيسير لا التعسير.

تم نسخ الرابط