ألمانيا تهدد موسكو بالعقوبات.. الوقت ينفد أمام وقف النار في أوكرانيا

حذّرت ألمانيا من أن "الوقت يمرّ" قبل موافقة روسيا بحلول نهاية اليوم الاثنين على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا في أوكرانيا، وإلا ستواجه عقوبات جديدة محتملة.
فرض عقوبات جديدة
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين، إنه في حال عدم قبول موسكو لهذا الطلب، "ستبدأ الاستعدادات" في بروكسل لفرض عقوبات جديدة.
خلال زيارة إلى كييف نهاية الأسبوع ، طالب أربعة قادة أوروبيين ، بمن فيهم المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز، روسيا بالموافقة على وقف إطلاق النار للسماح بإجراء محادثات سلام.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية: "أوضح الرئيس الأوكراني استعداده للموافقة على وقف إطلاق النار".
وأضاف: "لقد قدّم تنازلات كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين.. والآن، على الجانب الروسي الرد على هذه المقترحات والموافقة على مفاوضات سياسية جادة".
التحذير الألماني
جاء هذا التحذير الألماني في الوقت الذي تستضيف فيه بريطانيا اجتماعًا هامًا لوزراء الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. يبدو أن موسكو رفضت الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط.
بدلاً من ذلك، عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمقترح مضاد لإجراء محادثات روسية-أوكرانية مباشرة في إسطنبول يوم الخميس.
في بادرة إيجابية نادرة، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول الخميس المقبل، مؤكدًا أنه لا فائدة من إطالة أمد الحرب.
ودعا زيلينسكي، في منشور على منصى «X»، روسيا على القبول بهدنة لمدة 30 يوماً اقترحها حلفاء كييف، وقال إنه يتوقّع مشاركة بوتين في محادثات سلام في تركيا.
زيلينسكي: سأنتظر بوتين في إسطنبول
وأضاف: نترقب وقف إطلاق نار كاملاً ودائماً اعتباراً من اليوم (الاثنين)، لتوفير الأسس اللازمة للدبلوماسية.
وأضاف الزعيم الأوكراني، سأكون بانتظار بوتين في تركيا الخميس، شخصياً، وأتمنى ألا يبحث الروس هذه المرّة عن أعذار.
وجاء تصريح زيلينسكي بعد ساعات من اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا، وعقد لقاء بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية يوم 15 مايو الجاري، دون فرض أي شروط مسبقة.
مقترح بوتين
وجاءت دعوة بوتين خلال كلمة ألقاها في ختام احتفالات روسيا بالذكرى السنوية لعيد النصر، التي تُحيي انتصارها على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث شدد على أن العودة إلى طاولة التفاوض تمثل "فرصة واقعية لوقف إطلاق النار، وخطوة أولى نحو سلام دائم".
على أوكرانيا أن تغتنم الفرصة
وقال الرئيس الروسي إن بلاده ما زالت ترى أن الحل السياسي للنزاع مع كييف ممكن، وإن اقتراح إجراء محادثات في إسطنبول يعكس "الاستعداد الروسي لإطلاق مسار تفاوضي مباشر دون عراقيل أو شروط مسبقة". وأضاف: "ندعو الطرف الأوكراني إلى عدم تفويت هذه الفرصة".
ويأتي هذا الطرح في وقت لا تزال فيه العمليات العسكرية متواصلة على جبهات عدة في شرق وجنوب أوكرانيا، رغم الهدنة الرمزية التي أعلنتها موسكو مؤخرًا بمناسبة عيد النصر، والتي انتهت دون تحقيق تهدئة شاملة. ويُنتظر أن تتبلور خلال الأيام المقبلة مواقف كل من كييف والداعمين الغربيين إزاء الدعوة الروسية، وسط ترقب دولي لأي مؤشرات على انفتاح تفاوضي بين الطرفين.
وتُعد إسطنبول إحدى المدن التي شهدت جولات تفاوض سابقة بين الجانبين في الأشهر الأولى من الحرب، قبل أن تنهار المحادثات في ظل تصاعد العمليات العسكرية واتساع الهوة بين مواقف موسكو وكييف، لا سيما فيما يتعلق بالسيادة الأوكرانية ووضع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.