الرئيس الإيراني: لن نتخلى عن منشآتنا النووية وملتزمون بالسلام ومستعدون للتفاوض

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده منفتحة على التفاوض وجادة في التوصل إلى اتفاق يضمن الأمن والاستقرار الإقليميين، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن التخلي عن المنشآت النووية الإيرانية "أمر غير مقبول" وأن إيران ستواصل أنشطتها النووية السلمية بكل قوة.
جاء ذلك خلال اجتماع حكومي عُقد مساء الأحد، وفق ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، حيث أعاد بزشكيان التأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني يخضع لضوابط واضحة، وله استخدامات سلمية في مجالات الصحة والزراعة والصناعة والبيئة.
موقف عقائدي ضد السلاح النووي
وفي معرض كلمته، أشار الرئيس الإيراني إلى الفتوى الصادرة عن المرشد الأعلى علي خامنئي التي تحرّم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية، مؤكدًا أن هذا الموقف "عقائدي" وليس سياسيًا فحسب. وأضاف: "لم ولن نسعى أبدًا إلى امتلاك السلاح النووي، ومواقفنا تستند إلى مبادئ دينية وأخلاقية ثابتة".
وأكد بزشكيان أن التكنولوجيا النووية التي طورها العلماء الإيرانيون هي "أصل وطني" لا يمكن التفريط فيه تحت أي ضغط، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يراعي هذه الحقيقة.
دعوة للسلام وتحذير من «الكيان الصهيوني»
وفي سياق موازٍ، جدد الرئيس الإيراني تأكيده على أن بلاده تنشد السلام والأمن في المنطقة، مضيفًا: "نؤمن بأن شعوب المنطقة إخوة، ويمكنهم التعايش بسلام دون الحاجة لتدخلات خارجية"، مشيرًا إلى أن "الكيان الصهيوني" هو الجهة الوحيدة التي تسعى لزعزعة الأمن الإقليمي، على حد قوله.
تقارب دبلوماسي مع مصر
وخلال الاجتماع، استعرض وزير السياحة الإيراني نتائج مشاركته في قمة مجموعة "دي-8" التي عُقدت مؤخرًا في مصر، مشيرًا إلى "الترحيب الكبير الذي لقيه الوفد الإيراني"، وما وصفه بـ"الرغبة الجادة" لدى مصر وإيران في استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات.
كما نوّه الوزير إلى "الاهتمام الإيجابي" الذي أبدته النخب السياسية والثقافية المصرية بلقاء الرئيس الإيراني مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما يعزز فرص إطلاق مرحلة جديدة من التبادل السياحي والتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية.
رسائل مزدوجة إلى الغرب والمنطقة
يرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الإيراني تعكس استراتيجية مزدوجة تسعى من خلالها طهران إلى طمأنة المجتمع الدولي بشأن سلمية برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته التمسك بـ"الحقوق السيادية" في امتلاك التقنية النووية. ويأتي هذا الموقف في توقيت حرج تتكثف فيه الدعوات الغربية لإعادة ضبط الملف النووي، وسط تصاعد الضغوط الأميركية والأوروبية لإدخال تعديلات جوهرية على بنود الاتفاق النووي السابق، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.