فى ذكرى صاحب مقولة "نشنت يا فالح".. استيفان روستي أول مخرج لفيلم مصري طويل

في مثل هذا اليوم، 12 مايو من عام 1964، غاب عن عالمنا الفنان استيفان روستي، واحد من أكثر نجوم السينما المصرية تميزًا وتأثيرًا، بموهبته المتعددة التي جمع فيها بين التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا ومثيرًا للإعجاب.
ولد الفنان استيفان روستي في 16 نوفمبر في عام 1891، وتضاربت الروايات حول سنة ميلاده بين 1891 و1897، لأبٍ نمساوي وأمٍ إيطالية.
بداية استيفان روستي الفنية
بدأ رحلته الفنية مبكرًا في عام 1917 من خلال مسرحية بعنوان "خلي بالك من ليميلي"، لكن خطواته تعثرت في البداية، واضطر للعمل بائعًا للتين الشوكي في مدينة نابولي الإيطالية. ثم انتقل إلى باريس حيث كانت نقطة التحول الكبرى، إذ التقى هناك عام 1927 بالفنانين يوسف وهبي وعزيز عيد، اللذين عرضا عليه الانضمام إلى فرقة رمسيس، لتبدأ رحلته المسرحية الحقيقية.
مخرج أول فيلم
شارك الفنان استيفان روستي في عدد من الأعمال المسرحية المهمة، وأخرج أيضًا مسرحية "العمة تشارلي". وكانت المصادفة عاملاً حاسمًا في انطلاق مسيرته السينمائية، عندما نشب خلاف بينه وبين المنتجة عزيزة أمير أثناء تحضيرها لفيلم "ليلى"، فأسندت إليه إخراجه، ليصبح بذلك مخرج أول فيلم سينمائي مصري طويل عام 1927.
الفنان استيفان روستي لم يكتف بالإخراج، بل كتب سيناريوهات عدد من الأفلام، وشارك كممثل في أكثر من 300 فيلم، تنوعت أدواره بين الشرير الظريف، والدنجوان خفيف الظل، وتميز بأسلوب أداء خاص جعله من نجوم الصف الأول رغم أدائه غالبًا لأدوار الشر. وكان من أشهر لزماته التي ما تزال تُردد حتى اليوم: "نشنت يا فالح!".
وفاة استيفان روستي
رحل الفنان استيفان روستي في نفس اليوم الذي أنهى فيه تصوير آخر مشهد له في فيلم "حكاية نص الليل"، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
ورغم شهرته ونجوميته، لم يكن يملك في منزله وقت وفاته سوى 7 جنيهات، بالإضافة إلى شيك بقيمة 150 جنيهًا كانت آخر دفعة من أجره عن الفيلم.
رحل استيفان روستي جسدًا، لكنه بقي في ذاكرة السينما المصرية أيقونة فريدة للفن الذكي الممزوج بخفة الدم وروح العصر.