عاجل

يوم النحر.. لماذا يُعد يوم الحج الذي أوجبه الله على المسلمين؟

يوم النحر
يوم النحر

مع اقتراب موسم الحج، يتجدد السؤال في أذهان الكثير من المسلمين ما هو يوم الحج الذي أوجب الله على الناس؟ وما هو موعد فرض فريضة الحج في الإسلام؟ سؤال مهم تطرحه دار الإفتاء المصرية بالتزامن مع استعداد الحجاج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

فيما يلي، نستعرض الإجابة المفصلة من دار الإفتاء، إلى جانب آراء كبار العلماء والمذاهب الإسلامية، ونوضح المقصود بـ"يوم الحج الأكبر" وما يمثله في الشريعة الإسلامية.

ما هو يوم الحج الذي أوجب الله على الناس؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن يوم الحج الذي أوجبه الله على الناس هو ما يُعرف في الشريعة الإسلامية بـ"يوم الحج الأكبر"، وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، والذي يُطلق عليه كذلك يوم النحر. في هذا اليوم، يؤدي الحجاج أعظم شعائر الحج، ومنها:

  • رمي جمرة العقبة الكبرى.
  • نحر الهدي.
  • الحلق أو التقصير.
  • الطواف بالبيت الحرام.
  • السعي بين الصفا والمروة.

ويُعتبر يوم النحر أعظم أيام الحج، وذلك لأن أكثر أعمال الحج تتجمع فيه، ولهذا وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ"الحج الأكبر"، في الحديث الصحيح الذي جاء فيه: "هذا يوم الحج الأكبر".

ماذا يعني يوم الحج الأكبر؟

"يوم الحج الأكبر" هو اليوم الذي يجتمع فيه الحجاج على صعيد منى بعد الوقوف بعرفة، ويؤدون فيه الأعمال الجوهرية لفريضة الحج. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾ [التوبة: 3]، وهي الآية التي تُشير إلى أهمية هذا اليوم ومكانته بين أيام التشريع.

وقد أجمع العلماء على أن "يوم الحج الأكبر" هو يوم النحر الموافق 10 ذو الحجة، رغم وجود آراء قليلة تشير إلى أنه قد يكون يوم عرفة، إلا أن القول الأشهر والأقوى هو أنه يوم النحر، نظراً لتجمع معظم المناسك فيه.

متى فُرض الحج على المسلمين؟

أحد الأسئلة الفقهية المتكررة هو متى فرض الله الحج على المسلمين؟، وتُجيب دار الإفتاء بأن العلماء اختلفوا في تحديد السنة الهجرية التي فرض فيها الله سبحانه وتعالى فريضة الحج على المسلمين.

بحسب ما ورد عن الفقهاء، هناك عدة آراء حول سنة فرض الحج، وهي كالتالي:

  • السنة الخامسة للهجرة: وهو قول نادر، تبناه بعض العلماء بناءً على بعض التفسيرات المبكرة للآيات.
  • السنة السادسة للهجرة: وهو قول الشافعية، مستندين إلى نزول آية ﴿وأتموا الحج والعمرة لله﴾ خلال صلح الحديبية.
  • السنة السابعة للهجرة: قيل إنها سنة فرض الحج في بعض الروايات، لكنها ليست مشهورة.
  • السنة التاسعة للهجرة: وهو القول الراجح عند جمهور العلماء، ومنهم الحنفية والمالكية، وهو كذلك الصحيح من مذهب الحنابلة.
  • السنة العاشرة للهجرة: وهو رأي قلة من العلماء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أدى فيها حجة الوداع.

إذن، رغم هذا التباين، إلا أن أقوى وأشهر الآراء هو أن الحج فُرض في السنة التاسعة للهجرة، وهو ما يُرجحه جمهور العلماء، ويعتبرونه التاريخ الأرجح لتشريع الحج.

لماذا لم يحج النبي في السنة التاسعة رغم فرض الفريضة؟

يتساءل البعض إذا كان الحج قد فُرض في السنة التاسعة، فلماذا لم يؤده النبي صلى الله عليه وسلم في تلك السنة؟ والإجابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان منشغلاً باستقبال الوفود والدعوة إلى الإسلام، وكان من الحكمة أن يرسل أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليقود المسلمين في أول موسم حج بعد فتح مكة، ثم أتبعه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ليُعلن البراءة من المشركين.

أما النبي، فقد أخر حجه إلى السنة التالية، أي السنة العاشرة للهجرة، حيث أدى حجة الوداع، وخطب خطبته الشهيرة التي تُعد دستورًا أخلاقيًا للمسلمين في كافة العصور.

أهمية فريضة الحج في الإسلام

فرض الله تعالى الحج على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع، مرة واحدة في العمر، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس..." وذكر منها الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

ويجمع الحج بين العبادات البدنية والمالية والروحية، حيث يجسد الخضوع والطاعة والذل لله وحده، كما يُعد موسمًا لغفران الذنوب وتطهير النفس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه".

تم نسخ الرابط