عاجل

ما حكم الدعاء بأمور دنيوية في صلاة الفريضة؟.. الإفتاء توضح

الدعاء
الدعاء

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء بالأمور الدنيوية أثناء أداء صلاة الفريضة أمر جائز شرعًا، بشرط أن يكون الدعاء في ذاته مشروعًا، وألا يتضمّن إثمًا أو تعدّيًا أو مخالفة لأوامر الشريعة.

وأوضحت الدار في بيان لها، أن المسلم يجوز له أن يسأل الله تعالى في صلاته ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، سواء كان ذلك رزقًا، أو زواجًا، أو شفاءً، أو توفيقًا في العمل أو الدراسة، مشيرة إلى أن ذلك لا يتنافى مع روح الصلاة أو مقاصدها، بل يدل على صدق التوجه إلى الله والافتقار إليه.

واستدلت الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ثم ليتخير من الدعاء ما شاء” (رواه البخاري ومسلم)، في إشارة إلى جواز الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم، وهو من المواضع المندوبة للدعاء داخل الصلاة، إلى جانب موضع السجود، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم” (رواه مسلم).

وشددت دار الإفتاء على أن الدعاء المستحب داخل الصلاة يُفضل أن يكون بالألفاظ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا حرج في الدعاء بغيرها، حتى وإن كان الدعاء بغير العربية لمن لا يُحسنها، خاصة في الصلوات النافلة.

واختتمت الدار بيانها بالتأكيد على أن الدعاء في الصلاة يعكس حضور القلب والصدق في التوجه، وهو من أعظم وسائل القرب من الله، داعية المسلمين إلى استثمار أوقات السجود والتشهد بالدعاء الصادق مهما كانت المطالب دنيوية أو أخروية، ما دامت خالية من الإثم والعدوان

الدعاء… سلاح المؤمن وبوابة القرب من الرحمن

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء هو من أعظم العبادات وأقربها إلى الله، وهو باب مفتوح لا يُغلق في وجه أحد، وفرصة يومية يرفع فيها العبد حاجته إلى ربّه فينال الخير والسكينة والطمأنينة، مشيرة إلى أن الدعاء يجمع بين الإيمان، والخضوع، والتوكل، واليقين برحمة الله.

واستدلت الدار بقوله تعالى:
“وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” (غافر: 60)،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي)،
في إشارة واضحة إلى أن الدعاء ليس فقط وسيلة لطلب الحاجات، بل هو عبادة عظيمة تعكس توحيد العبد لله واعتماده عليه.

وأوضحت دار الإفتاء أن من فضائل الدعاء:
• أنه سبب في دفع البلاء وجلب الخير، حتى لو لم تتحقق الإجابة فورًا.
• أن الدعاء لا يُرد، بل يُعطى العبد به إحدى ثلاث: إما أن تُستجاب دعوته، أو يُصرف عنه من السوء مثلها، أو يُدخر له بها أجر في الآخرة.
• أنه علامة على الإيمان والتذلل لله، وكلما زاد العبد دعاءً زاد قربًا.
• أن الله يحبّ العبد اللحوح في الدعاء، ولا يملّ من تكراره، بخلاف البشر.
• أن الدعاء يغيّر القدر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا يرد القضاء إلا الدعاء” (رواه الترمذي).

وشددت الإفتاء على أهمية حسن الظن بالله أثناء الدعاء، والإلحاح دون استعجال، مع اليقين بأن الله سيستجيب في الوقت والمكان والطريقة التي يعلم أنها خير للعبد.

واختتمت الدار بيانها بدعوة المسلمين إلى عدم ترك الدعاء في السراء والضراء، والإكثار منه في مواطن الإجابة، كالسجود، ووقت السحر، وبين الأذان والإقامة، مؤكدة أن الدعاء هو طريق السكينة، وسلاح المؤمن، ومفتاح الرضا والفرج

تم نسخ الرابط