روعة الفكرة وذكاء التصميم.. "منيو" مطعم بيتزا يثير الإعجاب على السوشيال ميديا

بسبب منيو البيتزا شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا تداولًا واسعًا لفيديو قصير يظهر تصميمًا فريدًا لقائمة طعام “منيو” في أحد محلات البيتزا، ما جذب انتباه المتابعين ليس فقط أصناف البيتزا الشهية المعروضة، بل الفكرة المبتكرة والطريقة الفنية التي تم بها تقديم المنيو، والتي وصفها أحد المعلقين بأنها "فن في التصميم والدعاية يعلق في الذهن".

منيوالبيتزا يثير الإعجاب
المنيو عبارة عن مجموعة من الورقات الدائرية، يشبه ترتيبها صفحات مروحة أو قرص دوّار. كل صفحة منها تحمل صورة ثلاثية الأبعاد 3D واقعية للغاية لنوع مختلف من البيتزا، تتوسطها مساحة بيضاء مربعة تحمل كافة تفاصيل المنتج، من المكونات، والسعر، وحتى درجة الحارة وتوصيات التقديم.
هذا التوازن البصري بين الصورة الغنية بالتفاصيل والمربع الأبيض النقي الذي يعرض المعلومات، جعل التصميم ملفتًا وأنيقًا في آنٍ معًا.

تفاعل الجمهور مع الفيديو كان كبيرًا وسريعًا. فقد علق كثيرون على روعة الفكرة وذكاء التصميم، وأكدوا أن هذا النوع من العروض يضيف قيمة للمنتج حتى قبل تذوقه. العديد من المتابعين أشاروا إلى أنهم يشعرون وكأنهم "تذوقوا البيتزا بأعينهم"، وهو تعبير يدل على مدى تأثير التصميم المرئي. كما تساءل عدد كبير من الأشخاص عن عنوان المحل ومكان تواجده، في محاولة منهم لتجربة البيتزا بأنفسهم بعد أن أثار الفيديو فضولهم وفتح شهيتهم.
وما لفت الانتباه أكثر هو ظهور تعليقات تدعو إلى تطبيق هذه الفكرة في أماكن أخرى، بل وطالب بعضهم بأن يتم إدخال هذه الأساليب الإبداعية في مجالات مختلفة مثل الحلويات والمشروبات وحتى المطاعم الفاخرة. اعتبر البعض أن هذا النوع من المنيوهات يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في طريقة تقديم المنتجات، خصوصًا في ظل التنافس الشديد في قطاع الأغذية والمشروبات.

من الناحية التسويقية، فإن هذا الفيديو يقدم نموذجًا ناجحًا لكيف يمكن لفكرة بسيطة ومبتكرة أن تخلق صدىً واسعًا على الإنترنت، وتدفع العملاء إلى التفاعل مع العلامة التجارية بشكل مباشر. ليس فقط لأن التصميم جميل، بل لأنه يمنح تجربة مختلفة تبدأ من أول نظرة.
في النهاية، يُظهر هذا الفيديو أن الإبداع في عرض المنتجات يمكن أن يكون أقوى من أي حملة إعلانية تقليدية، خاصة حين يتم دمج الفن مع الفكرة التسويقية بشكل متناغم وذكي.
حول العالم، هناك العديد من المطاعم التي تميزت بقوائم طعامها الفريدة والمبتكرة. مطعم Sketch في لندن، على سبيل المثال، يُصدر منيو البيتزا أشبه بكتاب فني يتغير تصميمه بشكل موسمي. أما سلسلة مطاعم The Fat Duck للشيف الشهير هيتسون بلومنتال، فتقدم المنيو بطريقة تفاعلية تعتمد على الحواس، حيث يمكن للزبون لمس أو حتى شم بعض عناصر القائمة. كذلك، مطعم Ultraviolet في شنغهاي يستخدم إسقاطات ضوئية (projection mapping) لتغيير أجواء الطاولة وقائمة الطعام أثناء تناول الوجبة، في دمج رائع بين التقنية والطعام.
ولا يمكن الحديث عن قوائم الطعام دون التطرق إلى التأثير الهائل للعناصر البصرية على قرارات الشراء. تؤكد دراسات في علم النفس التسويقي أن الألوان، الصور ثلاثية الأبعاد، وتناسق الخطوط والعرض تؤثر مباشرة في انطباع العميل، وقد تزيد من احتمالية طلبه للطبق بنسبة تصل إلى 30%. عندما يرى العميل صورة طعام جذابة وواقعية، تنشط لديه مراكز المتعة في الدماغ، ويبدأ في "تذوق" الطعام بصريًا، مما يدفعه إلى الطلب حتى لو لم يكن يشعر بالجوع سابقًا.
ما يميز هذا منيو البيتزا الدائري هو بساطته وابتكاره في آنٍ واحد، فهو يجمع بين الحداثة والانسيابية في التصفح، ويقدّم كل نوع بيتزا كعمل فني مستقل. مثل هذه الأفكار تؤكد أن التصميم الإبداعي لا يقل أهمية عن جودة المنتج نفسه، بل قد يكون أداة رئيسية في بناء الهوية البصرية للعلامة التجارية وجذب الزبائن بشكل مباشر وغير تقليدي.
في عصر تشبع السوق وتنافس العلامات، أصبحت التفاصيل الصغيرة – مثل شكل المنيو – تصنع فرقًا كبيرًا في تجربة الزبون وتُترجم فورًا إلى تفاعل، اهتمام، وأحيانًا ولاء طويل الأمد.