عاجل

دراسة: ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان في أمريكا تحت سن الخمسين

ارتفاع معدل الإصابة
ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان في أمريكا تحت سن الخمسين

أظهرت دراسة حديثة نشرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH) اتجاهًا مثيرًا للقلق، وهي ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الأمريكيين دون سن الخمسين. 

وتوضح الدراسة ، الذي استندت إلى بيانات امتدت لعقد من الزمن تقريبًا، أنواع السرطان التي تُصيب الفئات العمرية الأصغر سنًا بشكل متزايد، والعوامل التي قد تُسهم في هذا التحول. 

وتناولت الدراسة ، المنشورة في مجلة (Cancer Discovery)، اتجاهات السرطان بين عامي 2010 و2019، باستخدام بيانات شاملة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) وإحصاءات الوفيات الوطنية حتى عام 2022. 

ودرس الباحثون 33 نوعًا مختلفًا من السرطان، ووجدوا أن 14 نوعًا منها أظهرت ارتفاعًا في معدلات الإصابة بين فئة عمرية واحدة على الأقل دون سن الخمسين.

ولا تقتصر هذه الزيادات على أنواع السرطان الغامضة، بل تشهد بعض الأنواع الأكثر شيوعًا، بما في ذلك سرطان الثدي لدى النساء، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكلى، وسرطان الرحم، ارتفاعًا ملحوظًا في تشخيصات المرض بين الأمريكيين الأصغر سنًا. 

سرطان الثدي لدى النساء

وعلى سبيل المثال، شهد سرطان الثدي لدى النساء أكبر زيادة، حيث قُدِّر عدد الحالات الإضافية في عام 2019 بنحو 4800 حالة مقارنةً بالتوقعات استنادًا إلى بيانات عام 2010.

ليس مجرد صدفة إحصائية

صرحت الدكتورة ميريديث شيلز، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة: ​​"توفر هذه الدراسة نقطة انطلاق لفهم أنواع السرطان التي تتزايد بين الأفراد دون سن الخمسين، كما تشير هذه النتائج إلى مشكلة أكبر وأكثر تعقيدًا".

أسباب هذه الزيادة

من المرجح أن تكون أسباب هذه الزيادة متعددة العوامل.، بعضها خاص بالسرطان، أي قد يرتبط بسلوكيات أو تعرضات معينة أو تغيرات بيولوجية لدى الفئات العمرية الأصغر. وقد يرتبط البعض الآخر بالممارسات المتطورة في التشخيص الطبي، مثل تقنيات التصوير المحسنة أو التغييرات في كيفية تصنيف السرطانات.

ولكن، هل السمنة ونمط الحياة والفحص تلعب دورًا؟

يُعزى ارتفاع معدل انتشار السمنة في الولايات المتحدة إلى السمنة وبشكل كبير، والتي تعد عامل أساسي في الاصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والكلى والرحم، والتي كانت من بين الأنواع التي لوحظ ارتفاع معدل الإصابة بها في الدراسة.

الوعي والكشف المبكر

بالإضافة إلى ذلك، قد تُساهم التغييرات في بروتوكولات فحص السرطان أيضًا في هذا التحول، فمع زيادة الوعي وتحسين مراقبة الفئات المُعرّضة للخطر، يتم الكشف عن بعض أنواع السرطان في وقت أبكر مما كان عليه الحال في العقود السابقة. ورغم أن الكشف المُبكر يُعدّ إيجابيًا بشكل عام، إلا أنه يُفسر جزئيًا سبب تشخيص المزيد من حالات السرطان لدى الأفراد الأصغر سنًا.

ليست جميع أنواع السرطان في ازدياد

يُقدّم التقرير رؤية مُعمّقة، مُشيرًا إلى أنه في حين أظهر 14 نوعًا من السرطان ارتفاعًا في معدل الإصابة بين الشباب، فقد شهد 19 نوعًا آخر، بما في ذلك سرطان الرئة والبروستاتا - انخفاضًا في معدل الإصابة. نتيجةً لذلك، ظلّ معدل الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة مستقرًا نسبيًا خلال العقد الماضي.

كما لم تشهد معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان ارتفاعًا ملحوظًا، مما يشير إلى أن تحسين بروتوكولات العلاج والتشخيص المبكر قد يُحسّن نتائج المرضى على الرغم من ارتفاع عدد الحالات.

علاوة على ذلك، يدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف العوامل الوراثية والبيئية وعوامل نمط الحياة التي قد تُسهم في هذا الاتجاه. في الوقت الحالي، تُعدّ الدراسة بمثابة جرس إنذار: لم يعد السرطان مرضًا يُصيب كبار السن فقط، وأن الشباب أكثر عُرضة للإصابة به.
كما يُشكّل ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في الولايات المتحدة مصدر قلق مُلِحّ للصحة العامة. ورغم أن عوامل مثل السمنة، وتغيير نمط الحياة، وتحسين التشخيص قد تكون وراء هذه الزيادة، فإن هذا الاتجاه يسلط الضوء على أهمية الرعاية الصحية الاستباقية والفحص المبكر، حتى بالنسبة للبالغين.

تم نسخ الرابط