عاجل

انفراجة.. جولة رابعة «مفيدة» بين إيران وأمريكا في ملف نووي معقّد

المفاوضات الإيرانية
المفاوضات الإيرانية الأمريكية

في خطوة هامة نحو كسر الجمود الذي دام لسنوات، أعلن وزير الخارجية العماني عن تقدم ملموس في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي شهدت الجولة الرابعة منها مؤخرًا في سلطنة عمان. وقد وصف الوزير العماني المناقشات بأنها "مثمرة"، مشيرًا إلى أن الجلسات الأخيرة قد تطرقت إلى "أفكار مفيدة"، مما يعكس رغبة حقيقية من الجانبين في التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني.

التصريحات التي نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، جاءت في إطار تغطيتها العاجلة للتطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، والتي يُنظر إليها كواحدة من أكثر القضايا حساسية على الساحة الدولية.

عُمان تلعب دور الوسيط 

سلطنة عمان، التي لطالما عُرفت بأدائها الهادئ والدبلوماسي، تواصل لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، في مساعٍ لإعادة الطرفين إلى طاولة التفاهمات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.

وأعرب وزير الخارجية العماني عن تفاؤله النسبي بنتائج الجولة الرابعة، مشيرًا إلى أنها لم تكن مجرد تبادل مواقف متصلبة، بل تطرقت إلى أفكار يمكن البناء عليها لاحقًا، وهو ما يعزز من احتمالية استمرار العملية التفاوضية رغم العقبات.

 مشاورات داخلية تمهّد للعودة

كشف الوزير العماني أن الجولة الخامسة من المحادثات ستُعقد قريبًا، بعد أن يجري الطرفان مشاورات مع قياداتهما لتقييم نتائج الجولة السابقة وتحديد النقاط القابلة للتوافق، موضحًا أن توقيت الجولة المقبلة مرهون بالتفاهمات الداخلية، بما يعكس حرص كل من طهران وواشنطن على المضي بحذر لكن بإرادة مرنة.

وأضاف أن بلاده مستمرة في توفير الأجواء الملائمة للحوار، مشددًا على أهمية البناء على التقدم النسبي المحقق لتفادي التصعيد في المنطقة.

قلب التوترات الدولية

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد القلق الدولي من برنامج إيران النووي، وتزايد الضغوط الغربية على طهران بشأن تخصيب اليورانيوم ومراقبة الأنشطة النووية. في المقابل، تطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها كشرط أساسي لأي تقدم فعلي في المفاوضات.

ورغم محاولات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لم تنجح المفاوضات السابقة، التي عُقدت في فيينا خلال الأعوام الماضية، في الوصول إلى اتفاق نهائي، بسبب تباينات جوهرية بين مطالب الطرفين.

تفاؤل حذر بفرص التفاهم 

يرى مراقبون أن الجهود العمانية تمثل بارقة أمل وسط تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، خصوصًا أن انخراط مسقط يلقى ترحيبًا دوليًا نظرًا لمصداقيتها لدى الطرفين.

وفي ظل استمرار الحرب في غزة، واحتدام التوتر بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى التنافس الأمريكي-الصيني، تحظى أي مبادرة لتخفيف التصعيد النووي بأهمية مضاعفة، سواء من الناحية الأمنية أو الدبلوماسية.

<strong>القاهرة الاخبارية</strong>
القاهرة الاخبارية

فرصة حقيقية أم محطة 

تبقى التساؤلات قائمة حول قدرة الطرفين على ترجمة "الأفكار المفيدة" إلى خطوات عملية، وما إذا كانت الجولة القادمة ستشهد تقدمًا ملموسًا، أم ستظل محكومة بمناورات السياسة الدولية. لكن المؤكد أن سلطنة عمان مستمرة في أداء دورها كوسيط موثوق في واحدة من أخطر أزمات العصر الحديث.

تم نسخ الرابط