المعارك في السودان .. الجيش يحقق مكاسب ميدانية والدعم السريع يستهدف المنشآت

أكد عثمان الجندي، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من مدينة أم درمان، أن المعارك العسكرية في السودان لا تزال مشتعلة على جبهات متعددة، في ظل استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح الجندي أن الجيش السوداني شن هجمات في عدد من الولايات المهمة، منها شمال دارفور، النيل الأبيض، شمال كردفان، وغرب كردفان، إلى جانب تصعيد عسكري غرب مدينة أم درمان، شمل قصفًا جويًا مكثفًا استهدف مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور.
هجمات تطال العاصمة
وأشار الجندي إلى أن القوات الجوية السودانية كثفت من ضرباتها الجوية في المناطق الغربية للعاصمة، حيث ركزت على مواقع تستخدمها ميليشيا الدعم السريع، وعلى رأسها مطار نيالا، الذي أصبح نقطة تمركز استراتيجية، وتأتي هذه الضربات ضمن جهود الجيش لشل قدرات الدعم السريع وإضعاف بنيته التحتية العسكرية.
في المقابل، قال الجندي إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت بالغة الأهمية، مثل منشآت الوقود ومحطات الكهرباء، بالإضافة إلى مهاجمة موانئ تجارية مثل ميناء السودان المخصص للحاويات.
ضحايا ومعاناة إنسانية
وأسفرت تلك الهجمات عن تعطل كبير في حركة النقل البري، وتوقفت على إثرها الرحلات الجوية الدولية لعدد من شركات الطيران، مما فاقم الأزمة الاقتصادية وشل مظاهر الحياة في العديد من المناطق.
لم تقتصر آثار التصعيد العسكري على الجانب العسكري فحسب، بل انعكست بقوة على الوضع الإنساني؛ وأوضح الجندي أن الجيش السوداني تمكن من تدمير أربع عربات قتالية تابعة للدعم السريع في شمال دارفور، كانت تقل جثثًا لمقاتلين، مشيرًا إلى أن هجمات الجيش المدفعية أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين، من بينهم خمس نساء. وتظهر هذه الأرقام المأساوية كيف أن المدنيين ما زالوا يدفعون ثمن هذه المواجهات المسلحة.
مكاسب للجيش السوداني
أضاف الجندي أن الجيش السوداني تمكن خلال الأيام الأخيرة من تحقيق تقدم استراتيجي، إذ سيطر على مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، كما دمّر 12 مركبة عسكرية تابعة لهم وأسر 21 عنصرًا من الميليشيا. ورغم هذه المكاسب، تواصل قوات الدعم السريع شن هجمات على منشآت مدنية وعسكرية، مما يعكس استمرارها في نهج التصعيد الميداني.
في تقييمه لمجريات المعركة، أوضح الجندي أن القوات المسلحة السودانية تُحقق تفوقًا ميدانيًا واضحًا على الأرض، خاصة من خلال التقدم في عدة محاور استراتيجية، غير أن الدعم السريع لا يزال يحتفظ بقدرة على تنفيذ ضربات جوية عبر الطائرات المسيّرة، مستهدفًا الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، ما يعقّد من جهود التهدئة ويزيد من تعقيد المشهد العسكري.

تصعيد لا يرحم المدنيين
المشهد السوداني يزداد تعقيدًا، مع تصعيد متواصل من الطرفين دون بوادر حقيقية لوقف إطلاق النار أو فتح مسارات سياسية، وبينما يسعى الجيش السوداني إلى استعادة السيطرة على كامل الأراضي، تواصل قوات الدعم السريع استهداف مصادر الحياة والبنية التحتية، مما يُنذر بمزيد من التدهور الإنساني، في وقت تُرك فيه المدنيون فريسةً لصراع يبدو أنه لن يتوقف قريبًا.