في أولى زياراته .. وزير الخارجية الألماني يدعم إسرائيل وينتقد أوضاع غزة|فيديو

في تطور يعكس الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية الألمانية، اختار وزير الخارجية الألماني الجديد أن تكون زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، وتحديدًا إلى تل أبيب والضفة الغربية، بعد توليه المنصب بخمسة أيام فقط.
الزيارة التي حظيت باهتمام إعلامي ودبلوماسي واسع، ألقت الضوء على ملامح السياسة الألمانية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الموقف الألماني من التطورات الإنسانية والأمنية في قطاع غزة.
أمن إسرائيل ركيزة
وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، أبعاد وتوقيت هذه الزيارة، والرسائل السياسية التي تحملها.
قال ميسرة بكور إن ألمانيا، ومنذ عقود، تعتبر أمن إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، وهو ما يفسر المكانة التي تحظى بها تل أبيب في أجندة السياسة الخارجية الألمانية.
وأوضح أن هذه الزيارة المبكرة لوزير الخارجية الجديد تؤكد أن برلين ماضية في التمسك بهذا النهج، رغم التحولات السياسية التي تشهدها الحكومة الألمانية بين الأحزاب، مشيرًا إلى أن ألمانيا، شأنها شأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تصنف حركة "حماس" كمنظمة إرهابية، لكنها في المقابل تفصل بين الحركة وبين المدنيين في قطاع غزة، وتؤكد على ضرورة الإفراج الفوري عن المحتجزين.
الوضع في غزة "كارثي"
في تصريح يعكس تحولًا نسبيًا في لهجة الخطاب الدبلوماسي الألماني، وصف وزير الخارجية الألماني الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثة لا تُطاق"، في موقف يتعارض مع مزاعم الحكومة الإسرائيلية التي تدّعي أن القطاع يتلقى كميات كافية من الغذاء والمساعدات.
وأشار بكور إلى أن هذا التصريح يبرز تناقضًا واضحًا في الخطابين الإسرائيلي والغربي، ويؤكد أن هناك إدراكًا متزايدًا لدى العواصم الأوروبية لحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون تحت الحصار والقصف.
ذكرى "الهولوكوست"
تحمل الزيارة أبعادًا رمزية وتاريخية كذلك، حيث تتزامن مع الذكرى الـ80 للهولوكوست، ما يفسر قيام الوزير الألماني بزيارة النصب التذكاري لضحايا المحرقة في إسرائيل؛ كما تتقاطع مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل، وهو ما يعكس قوة ومتانة التحالف التاريخي بين البلدين.
وأكد بكور أن ألمانيا لا تنظر فقط إلى العلاقة مع إسرائيل من منظور سياسي، بل من منطلقات أخلاقية وتاريخية مرتبطة بماضيها في الحرب العالمية الثانية.

الخلافات السياسية السابقة
تطرق بكور في حديثه أيضًا إلى مواقف سابقة لبعض المسؤولين الألمان تجاه السياسات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن وزيرة الخارجية السابقة أنالينا بيربوك من حزب الخضر كانت من أبرز المنتقدين لإسرائيل، كما شهدت فترة المستشار أولاف شولتس توترًا في العلاقات بين البلدين، حيث واجه انتقادات حادة من الجانب الإسرائيلي.
ورغم تلك الخلافات، تظل ألمانيا أحد أبرز موردي السلاح لإسرائيل، مما يدل على عمق العلاقة الاستراتيجية التي تتجاوز التباينات في الرؤى السياسية.