أدوية شائعة تهدد مرضى السكري: احذر من رفع مستويات السكر

في الوقت الذي يسعى فيه مرضى السكري جاهدين للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، قد تُفاجئهم بعض الأدوية الشائعة بتأثيرات جانبية غير متوقعة، تتسبب في رفع نسبة الجلوكوز في الدم، مما يزيد من تعقيد حالتهم الصحية.
ويحذر الأطباء من أن بعض العلاجات، المستخدمة في علاج أمراض لا علاقة لها بالسكري، قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على التمثيل الغذائي للسكر في الجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات يصعب السيطرة عليها، خصوصًا في حالات السكري المزمن أو غير المنضبط.
وفي هذا التقرير، يستعرض موقع "الكونسلتو"، نقلًا عن موقع "Verywell Health", قائمة بأبرز الأدوية التي يجب على مرضى السكري التعامل معها بحذر شديد، مع توضيح آثارها المحتملة والبدائل المناسبة، وأهمية استشارة الطبيب المختص قبل البدء أو التوقف عن استخدامها.
الكورتيكوستيرويدات - سلاح ذو حدين
تُستخدم الكورتيكوستيرويدات (مثل البريدنيزون) لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الالتهابية والمناعية، مثل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- النقرس
- الربو
- الذئبة
- الصدفية
ورغم فعاليتها العالية، إلا أن استخدامها قد يؤدي إلى:
- ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم، خاصة عند الاستخدام طويل الأمد.
- احتباس السوائل وزيادة الوزن، ما يفاقم مشاكل التمثيل الغذائي.
- إبطاء شفاء الجروح، وهو خطر إضافي لمرضى السكري.
- هشاشة العظام مع الاستخدام المزمن.
لذلك، يُوصى بعدم استخدام هذه الأدوية دون رقابة طبية صارمة، خصوصًا إذا كان المريض يعاني من السكري أو لديه تاريخ عائلي مع المرض.
أدوية القلب - بين العلاج والمخاطرة
بعض أدوية القلب والضغط والكوليسترول قد تُخلّ بتوازن السكر في الدم، منها:
- أدوية خافضة للكوليسترول
- مدرات البول (خاصة الثيازايد)
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors
- حاصرات قنوات الكالسيوم
يعمل بعضها على تغيير حساسية الخلايا للأنسولين أو التأثير على وظائف الكبد والبنكرياس، مما قد يؤدي إلى:
- ارتفاع تدريجي أو مفاجئ في مستوى السكر.
- زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
ولهذا السبب، ينبغي على مرضى السكري مناقشة أي دواء جديد مع الطبيب المعالج لضمان التوازن بين علاج القلب والتحكم في السكر.
حاصرات بيتا - تأثير مزدوج
تُستخدم حاصرات بيتا لعلاج:
- ارتفاع ضغط الدم
- قصور القلب
- النوبات القلبية
- اضطرابات نظم القلب
لكن بعض أنواعها، خاصة القديمة منها، قد تؤدي إلى:
ارتفاع نسبة السكر في الدم
إخفاء أعراض انخفاض السكر (مثل تسارع ضربات القلب)، مما يزيد من خطورة نوبات انخفاض السكر دون أن يشعر بها المريض.
ومع ذلك، توجد أنواع حديثة من حاصرات بيتا تُعد أكثر أمانًا لمرضى السكري، ويُمكن للطبيب أن يحدد الأنسب منها بناءً على الحالة الصحية العامة.
حسام موافي ينبه إلى خطورة قص الأظافر لمرضى السكري
في سياق متصل، حذر الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بطب قصر العيني، من عادة تبدو بسيطة لكنها شديدة الخطورة بالنسبة لمرضى السكري، وهي قص الأظافر بطريقة غير صحيحة، لما قد تسببه من جروح أو التهابات يصعب علاجها نتيجة ضعف التروية الدموية ومشكلات التئام الجروح التي يعاني منها المرضى.
ودعا إلى أهمية التوجه لمتخصصين عند الحاجة إلى العناية بالقدمين والأظافر، لتجنب المضاعفات الخطيرة مثل الغرغرينا أو الالتهابات العميقة.
استشر الطبيب ولا تتوقف عن الدواء فجأة
رغم أن هذه الأدوية قد ترفع مستويات السكر، إلا أن ذلك لا يعني التوقف عنها من تلقاء نفسك. بل يجب دائمًا الرجوع للطبيب لتقييم الحالة، وتعديل الجرعات أو البحث عن بدائل آمنة دون تعريض حياتك للخطر.
إدارة مرض السكري لا تقتصر فقط على الغذاء والرياضة، بل تشمل أيضًا مراقبة الأدوية وتفاعلها مع الجسم، وخاصة تلك التي لا تبدو مرتبطة بالمرض بشكل مباشر.