"العدو الصامت".. احذر هذه الأطعمة تزيد من آلام الجسم
في عالم اليوم الذي يزداد فيه الاعتماد على الأطعمة السريعة والمصنعة، بات من الضروري أن نولي اهتمامًا أكبر لما نأكله، ليس فقط للحفاظ على الوزن أو الشكل، بل للحفاظ على أداء أعضاء الجسم وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها الالتهابات الداخلية التي تعتبر بمثابة "العدو الصامت" الذي ينهك الجسد ببطء.
فالجسم حين يتعرّض لأي ضرر أو تهديد، سواء كان ميكروبًا أو إصابة أو حتى إجهادًا نفسيًا، يقوم بإطلاق استجابة التهابية طبيعية. لكن عندما تستمر هذه الالتهابات دون توقف، فإنها تتحول إلى خطر مزمن يؤثر على الصحة العامة ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والتهاب المفاصل وحتى السرطان.
ولأن النظام الغذائي هو العامل الأكثر تأثيرًا في إشعال أو إطفاء هذه الالتهابات، نقدم في هذا التقرير موسّعًا أهم الأطعمة التي يُنصح بتجنبها أو تقليلها للسيطرة على الالتهابات وتعزيز المناعة العامة:
السكر الأبيض">السكر الأبيض والسكريات المضافة
يُعد السكر الأبيض من أكثر المكونات الغذائية إثارة للجدل، إذ أن الإفراط في تناوله يرفع مستوى الغلوكوز في الدم بسرعة، مما يحفّز الجسم على إطلاق هرمونات تؤدي إلى رد فعل التهابي حاد. ومع مرور الوقت، تؤدي هذه الحالة إلى تلف الأنسجة وزيادة خطر الإصابة بعدة أمراض مزمنة، على رأسها السمنة، وأمراض القلب، ومقاومة الأنسولين.
ومن المؤسف أن السكر لا يوجد فقط في الحلويات والمشروبات الغازية، بل يختبئ أيضًا في صلصات السلطة، والخبز المعلّب، وبعض المنتجات "الصحية" المزعومة.
قلل قدر الإمكان من السكر الأبيض، واستبدله بمصادر طبيعية مثل التمر والعسل النقي بكميات معتدلة. واختر الفاكهة الكاملة بدلًا من العصائر المُحلّاة.
اللحوم المصنّعة: مصدر خطر خفي
تعتبر اللحوم المصنعة مثل اللانشون، السجق، الهوت دوج، السلامي، والبسطرمة من أكثر الأطعمة المحفزة للالتهابات. فهي غنية بالدهون المشبعة، والصوديوم، والمواد الحافظة، والتي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز المناعي وتؤدي إلى زيادة الالتهابات في الأنسجة.
كما أن بعض الدراسات الحديثة ربطت بين الاستهلاك المنتظم للحوم المصنّعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب التاجية.
استبدل هذه المنتجات بالبروتينات الطازجة والصحية مثل صدور الدجاج، الأسماك، البيض، والبقوليات.
اللحوم المصنّعة">طاقة زائفة وعبء ثقيل على الجسم
من الشائع أن نلجأ إلى الخبز الأبيض، المعكرونة، الأرز المقشور، والمعجنات كجزء من نظامنا الغذائي اليومي، ولكن للأسف، هذه الكربوهيدرات المكرّرة تفتقر إلى الألياف والعناصر الغذائية، وتؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، مما يحفّز بدوره عملية التهابية داخل الجسم.
وتزيد هذه الأطعمة من خطر الإصابة بمشكلات مزمنة مثل دهون الكبد، السمنة الحشوية، واضطراب مستويات الكوليسترول.
اختر الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الأرز البني، الكينوا، وخبز القمح الكامل، لأنها تُهضم ببطء وتُحافظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
الزيوت المهدرجة والدهون المتحوّلة
الدهون المتحوّلة، التي توجد غالبًا في السمن الصناعي، الكعك الجاهز، المخبوزات التجارية، ورقائق البطاطس، هي من أخطر أنواع الدهون التي يمكن أن نتناولها. حيث أثبتت الأبحاث أنها لا ترفع فقط مستويات الكوليسترول الضار، بل تؤدي إلى حدوث التهابات في الأوعية الدموية وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب.
النصيحة: تجنّب الأطعمة التي تحتوي على "الدهون المهدرجة جزئيًا"، وبدلاً من ذلك، استخدم الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون البكر وزيت الكتان وزيت جوز الهند.
المشروبات السكرية
العصائر المُعلبة، المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، وحتى بعض أنواع القهوة الجاهزة، كلها تحتوي على كميات مهولة من السكريات المضافة التي تُحدث ارتفاعًا سريعًا في الغلوكوز، مما يُحفّز الالتهابات بشكل واضح. والأسوأ أن هذه المشروبات لا تحتوي على أي قيمة غذائية حقيقية.
النصيحة: اشرب الماء بكثرة، وجرّب الماء المُنَكّه طبيعيًا بشرائح الليمون والنعناع، أو الشاي الأخضر الذي يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب.
المشروبات السكرية">كيف يمكنك تخليص جسمك من آثار الالتهاب؟
الوقاية تبدأ من المطبخ. ولتقليل مستوى الالتهاب في جسمك، لا يكفي فقط تجنب الأطعمة الضارة، بل يجب أيضًا اعتماد نظام غذائي غني بالمضادات الطبيعية للالتهاب، ومن أبرزها:
- الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير.
- الفواكه الغأطعمة تزيد من التهابات الجسم.نية بمضادات الأكسدة مثل التوت، الرمان، والعنب الأحمر.
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل.
- المكسرات النيئة كالجوز واللوز.
- الأعشاب الطبية مثل الكركم، الزنجبيل، والقرفة.
- الشاي الأخضر الذي يحتوي على مركبات البوليفينول المقاومة للالتهاب.
صحتك في طبقك
الالتهاب المزمن هو بوابة لكثير من الأمراض التي قد تصيب الإنسان دون إنذار، لكنه أيضًا من الحالات التي يمكن الوقاية منها بسهولة من خلال اتباع نظام غذائي واعٍ ومتوازن. تخلَّ عن العادات الغذائية الضارة، وتبنَّ أسلوبًا غذائيًا غنيًا بالخضروات والبروتينات الصحية، وخالٍ من السكريات المكرّرة والدهون المتحوّلة.
فما تأكله اليوم، يصنع صحتك غدًا.
