ترامب: الحرب الروسية الأوكرانية لا تجعلني أنام.. وسننهي الحرب بغزة

كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال لقاء مع مجموعة من كبار المانحين في ناديه بفلوريدا الأسبوع الماضي، عن إحباطه المتزايد من استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الصراع يبقيه مستيقظاً ليلاً.
ونقل الحاضرون عن ترامب قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "صعباً للغاية في التفاوض"، مبدياً رغبته في "كل شيء" في إشارة إلى أوكرانيا.
وأشار ترامب إلى أن الحرب في غزة لا تقل تعقيداً، مؤكداً أن جذور الصراع تعود إلى "ألف عام من القتال"، ما يجعل إيجاد حل دائم أمراً بالغ الصعوبة.
ورغم تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحربين دبلوماسياً في حال عودته إلى البيت الأبيض، فإن مرور أكثر من 100 يوم من ولايته الثانية المفترضة لم يسفر عن تقدم ملموس نحو تسوية أي من النزاعين، بينما لا تزال المفاوضات النووية مع إيران متعثرة، وتتصاعد التوترات التجارية مع بعض الحلفاء.
وقال دان باير، السفير الأمريكي السابق والخبير في مؤسسة كارنيجي، إن "الشعارات والمسرحيات قد تجذب الانتباه، لكن التفاصيل والعمل الجاد هما جوهر الدبلوماسية الفعالة".
وفيما حاول ترامب التخفيف من وقع تصريحاته حول "إنهاء الحرب في يوم واحد" قائلاً إنها كانت نوعاً من المزاح، يؤكد محللون أن تكرار مثل هذه الوعود يجعله عرضة للانتقاد عند الفشل في تحقيقها.
ومن جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي أن الإدارة تركز بشكل حازم على "تحقيق السلام وردع الأعداء عن إلحاق الضرر بالأمريكيين وحلفائهم"، مشيرة إلى بعض النجاحات مثل التوسط في وقف إطلاق نار بين الهند وباكستان وعودة محتجزين أمريكيين من الخارج.
أما فيما يخص الحرب في أوكرانيا، فيشير مستشارو ترامب إلى أن كلا الطرفين لا يبديان استعداداً حقيقياً للتسوية، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف.
ورغم محاولات فريق ترامب، بقيادة المبعوث كيث كيلوج وستيف ويتكوف، لدفع عملية السلام، إلا أن جهودهم لم تثمر حتى الآن عن مفاوضات مباشرة فعالة.
في قطاع غزة، لا تزال إدارة ترامب تسعى لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس من خلال التفاوض. وبينما قدمت الإدارة بعض المبادرات، إلا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
وفي الشأن الإيراني، تخوض الإدارة محادثات غير مباشرة تهدف إلى الحد من الأنشطة النووية لطهران، حيث اقترح ويتكوف رفع العقوبات مقابل "تفكيك كامل" للبرنامج النووي الإيراني.
لكن إيران ترفض حتى الآن التنازل عن أجهزة الطرد المركزي، وسط غياب موقف أمريكي موحد حول ماهية هذا "التفكيك".
وقال ترامب للصحفيين إنه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن هذا الملف، رغم إصراره في مقابلات سابقة على أن "التفكيك الكامل" هو الخيار الوحيد المقبول.
وتواجه الإدارة انتقادات داخلية، حتى من داخل الحزب الجمهوري، بشأن سياساتها تجاه إيران.
ورغم هذه التحديات، يرى بعض المقربين من ترامب أن مجرد دفع الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات سيكون كافياً لتعتبر الإدارة مهمتها قد أُنجزت، على أن تترك مصير التسويات النهائية للأطراف المعنية.