«القاهرة الإخبارية»: روسيا تعتبر مقترحات الهدنة محاولة لإعادة تسليح أوكرانيا

كشف حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية من روسيا، عن موقف موسكو تجاه العروض المتعلقة بالهدنة في الحرب الدائرة مع أوكرانيا، مؤكدًا أن روسيا لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن تلك العروض، إلا أن المؤشرات تؤكد رفضها لها.
وقال «مشيك» خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن الرؤية الروسية تنظر بعين الريبة لمثل هذه المقترحات، معتبرة أن الهدف الحقيقي منها ليس الوصول إلى تهدئة، بل منح القوات الأوكرانية فرصة لإعادة تجميع صفوفها والتزود بالسلاح، استعدادًا لشن هجمات جديدة على الأراضي الروسية.
هدنة «عيد النصر»
وأشار إلى أن الهدنة الوحيدة التي أعلنتها موسكو مؤخرًا كانت هدنة «عيد النصر» التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا أن هذه الهدنة لم تلتزم بها أوكرانيا، حيث قامت بخرقها عدة مرات وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.
موسكو اختارت ضبط النفس
وأضاف «مشيك» أن الأيام الماضية شهدت تصعيدًا أوكرانيًا عبر استخدام مكثف للطائرات المسيّرة ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن موسكو اختارت ضبط النفس خلال هذه الفترة، لإتمام احتفالات «عيد النصر» التي حضرها نحو 29 زعيمًا أجنبيًا، وهو ما يعكس حرص القيادة الروسية على الظهور بمظهر القوة والثبات رغم الاستفزازات.
انتهت، اليوم الأحد، فترة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية، بعد التزام استمر لثلاثة أيام بين 7 و11 مايو. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها التزمت بشكل كامل بأمر وقف العمليات القتالية، والبقاء في مواقعها بمنطقة "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، مع الاكتفاء بالرد على أي خروقات محتملة.
روسيا: التزام كامل واتهام لأوكرانيا بخرق الهدنة
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن القوات الروسية نفذت توجيهات القيادة العليا والتزمت بهدنة عيد النصر دون القيام بأي عمليات هجومية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القوات الأوكرانية لم تلتزم بالتهدئة، ونفذت عدة محاولات لاختراق الحدود الروسية، إلى جانب تنفيذ هجمات واستطلاعات في عدد من المناطق الحدودية.
هجمات على كورسك وخاركيف ودونيتسك خلال الهدنة
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الجانب الأوكراني قام خلال الهدنة بـ4 محاولات لاختراق الحدود في مقاطعتي كورسك وبيلجورود، إلى جانب تنفيذ 22 هجومًا واستطلاعًا عسكريًا في مناطق تيتكينو (كورسـك)، وبافلوفكا وبودكي (سومي)، وبيريزنيكي (خاركيف)، ونوفوجوروفكا (لوجانسك)، فضلًا عن أكثر من 10 مناطق في دونيتسك شرقي أوكرانيا.
ويأتي وقف إطلاق النار المؤقت في إطار مساعٍ رمزية أراد الكرملين من خلالها إحياء ذكرى "عيد النصر" التي تحظى بمكانة خاصة في الوعي الوطني الروسي، إذ تحتفل موسكو سنويًا بانتصارها على النازية في الحرب العالمية الثانية، وهو حدث تحرص القيادة الروسية على توظيفه في تعزيز الروح القومية ودعم روايتها للحرب في أوكرانيا.
رغم الهدنة، لم تُسجَّل مؤشرات على تهدئة دائمة أو انفتاح دبلوماسي بين الطرفين، حيث ظل الوضع الميداني متوترًا، مع استمرار العمليات المحدودة والهجمات المتبادلة، ما يعكس هشاشة أي محاولات لخفض التصعيد، في ظل غياب اتفاقات وقف إطلاق نار شاملة أو أفق سياسي واضح لإنهاء النزاع.