هايدي الفضالي: بوسي شلبي تعرّضت لتحرش معنوي.. وقضيتها انتهاك صارخ لحرمة الموتى

وصفت المستشارة هايدي الفضالي، رئيس محكمة الأسرة الأسبق، ما يحدث للإعلامية بوسي شلبي من هجوم وتشكيك في علاقتها بالفنان الراحل محمود عبد العزيز، بأنه "تعدٍّ على القيم والضمير المجتمعي"، معتبرة أن المسألة خرجت عن إطار الخلافات العائلية لتتحول إلى أزمة تمس حرمة الموتى وكرامة الأحياء.

وقالت الفضالي، خلال مداخلة عبر برنامج "90 دقيقة" الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة على قناة "المحور"، إن ما تتعرض له بوسي شلبي في الوقت الراهن يندرج تحت ما يسمى بـ"التحرش المعنوي"، وهو نوع من الأذى النفسي والاجتماعي الذي لا يقل خطورة عن أي شكل آخر من أشكال العنف.

اتهامات غير موثقة

أكدت الفضالي أن الحديث عن نفي الزواج دون تقديم دليل قانوني قاطع يُعد تشهيرًا وإساءة، مشيرة إلى أن القانون لا يعتمد فقط على الوثائق المكتوبة، بل يمنح أهمية كبيرة لشهادات الشهود، خاصة إذا كانوا من المقربين الذين عاصروا العلاقة عن قرب.

وأضافت: "من يمتلك شهادة ولم يدلِ بها قد يُعد مرتكبًا لمخالفة تُعرف قانونيًا بإنكار العدالة"، محذّرة من أن أي تصريح غير دقيق قد يندرج تحت طائلة القانون، لكونه يسيء إلى سمعة متوفٍ ويعرض صاحبه للمساءلة.

جريمة أخلاقية وقانونية

شددت المستشارة على أن تلفيق شهادات أو ترويج أخبار كاذبة بشأن حياة شخص راحل، يدخل في نطاق شهادة الزور، التي تُصنّف في قوانين عدة دول كجريمة يعاقب عليها القانون، لا سيما حين تمس سمعة شخصية عامة لا تملك فرصة الدفاع عن نفسها.

وقالت: "شهادة الزور هنا ليست فقط تجاه بوسي شلبي، بل هي إهانة لاسم الفنان محمود عبد العزيز، وهو أمر غير مقبول أخلاقيًا ولا قانونيًا"، مضيفة أن الكلمة يجب أن تُقال بمسؤولية، وأن الصمت أحيانًا أكرم من قول باطل.

بوسي لم تطالب بميراث

في سياق متصل، أكدت الفضالي أن بوسي شلبي لم تتقدم بأي طلب رسمي للحصول على ميراث الراحل، ولم تسعَ وراء أي مكسب مادي، رغم أن لها الحق -في حال ثبوت الزواج- في المطالبة بذلك. لكنها، وفق قول المستشارة، اختارت احترام العلاقة وذكراها، ولم تقترب من إعلام الوراثة حتى اليوم.

وأردفت: "هذا الموقف كاشف بحد ذاته، ويعبر عن صدق النية، فلو كانت تبحث عن مكاسب، لكانت أول من طلب الحصول على الحقوق القانونية، لكنها اختارت الصمت والتقدير".

دعوة لاحترام الأموات 

واختتمت الفضالي حديثها بتأكيد أن ما يُثار حاليًا يهدد القيم المجتمعية، مطالبة الجميع بتحري الدقة، وعدم الانسياق وراء الشائعات، قائلة: "فلنحترم حرمة الأموات، ونصن كرامة الأحياء... فليس من العدل أن نُحمّل من رحل ما لا يمكنه الرد عليه".