زيلينسكي يرفض المنطقة العازلة ويؤكد: "الهدنة غير مشروطة"

أكد مراسل "القاهرة الإخبارية"، غيث مناف، أن المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدد من الزعماء الأوروبيين، شهد تأكيدات واضحة باستمرار دعم الغرب لأوكرانيا، خصوصًا على المستويين العسكري واللوجستي، في مواجهة العمليات الروسية المستمرة.
وأضاف أن هذا الموقف الجماعي يعكس تمسك الغرب بعدم ترك كييف وحدها في معركة الاستنزاف التي تخوضها منذ أكثر من عامين.
هدنة "غير مشروطة"
أوضح مناف أن مؤتمر اليوم أسفر عن إعلان هدنة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الإثنين المقبل، وهي هدنة دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية وتحظى بدعم حلفائها في أوروبا.
وأبرز ما ميّز الإعلان هذه المرة، كما ذكر الرئيس الأوكراني، هو أن الهدنة "غير مشروطة"، أي أنها لا تتضمن أي تنازلات سياسية أو ميدانية من الجانب الأوكراني مقابل وقف إطلاق النار.
زيلينسكي يرفض المقترح
في كلمته خلال المؤتمر، شدد زيلينسكي على رفض بلاده القاطع لمقترح إقامة "منطقة عازلة" بين القوات الروسية والأوكرانية، سواء كان عرضها 15 أو 45 كيلومترًا.
وعلل الرئيس الأوكراني رفضه بالقول إن الواقع الميداني لا يسمح بمثل هذه الخطط، إذ أن القوات الروسية والأوكرانية متلاصقة جغرافيًا في كثير من النقاط، خصوصًا في المناطق المحاذية لنهر دنيبر، الذي لا يفصل بين الطرفين سوى عشرات الأمتار في بعض المناطق.
عقوبات على طاولة الغرب
من جهة أخرى، أشار الزعماء الأوروبيون المشاركون في المؤتمر إلى أن فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على موسكو بات أمرًا مطروحًا بقوة، في حال تجاهل الكرملين الدعوات الدولية للتهدئة، أو في حال حدوث خروقات للهدنة المقررة؛ وتهدف هذه العقوبات، بحسب التصريحات، إلى زيادة الضغط على الاقتصاد الروسي وتقويض قدرته على مواصلة العمليات العسكرية.
رغم الطابع التصعيدي في بعض بنود المؤتمر، إلا أن بعض المراقبين يعتبرون الإعلان عن هدنة غير مشروطة خطوة أولى نحو اختبار جدية روسيا في الانخراط في مسار تفاوضي حقيقي. فالحرب التي أنهكت الطرفين، وبدأت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، باتت بحاجة إلى مخرج سياسي قد يلوح في الأفق إذا ما التزمت موسكو وباقي الأطراف بوقف إطلاق النار.

السيادة الأوكرانية
اختتم زيلينسكي كلمته بتأكيد ثابت على أن أي مسار للحل لا يمكن أن يكون على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية أو سيادتها، مشددًا على أن الشعب الأوكراني قدم تضحيات جسيمة ولا يمكن أن يقبل بإملاءات تفرض عليه نتيجة الواقع العسكري؛ كما جدّد التزامه بالتنسيق الكامل مع الحلفاء الغربيين حتى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.