فريدة الشوباشي: بريطانيا صنعت "الإخوان" لتحقيق سياسة بمبدأ فرق تسُدI فيديو

أكدت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، أن جماعة الإخوان المسلمين لم تنشأ بمحض الصدفة، وإنما كانت نتاجًا لدعم وتخطيط بريطاني، بهدف تنفيذ أجندة سياسية في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن العقيدة التي زرعتها الجماعة في أذهان أتباعها كانت تقوم على أنهم وحدهم المسلمون، بينما غيرهم كفار أشبه بكفار قريش.
جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، المذاع على قناة CBC، حيث تحدثت النائبة عن خلفيات نشأة الجماعة، وأسباب احتفاء بعض القوى الغربية بها، ثم تبنيها لاحقًا من قبل الولايات المتحدة، وصولًا إلى ظهور جماعات أكثر تطرفًا مثل "داعش".
من الإخوان إلى داعش
وتساءلت الشوباشي مستنكرة: "ما الذي يجعل إنجلترا تتحمس لجماعة الإخوان، ثم تتبعها أمريكا في دعم هذه التيارات؟"، معتبرة أن المخطط ممتد ويهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية من الداخل، عبر أدوات دينية متطرفة تحمل شعارات دينية لكنها تخدم أهدافًا سياسية واضحة.
وأضافت أن ظهور جماعات متطرفة مثل داعش لم يكن مفاجئًا، بل هو نتيجة طبيعية لنفس الفكر القائم على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية وتفكيك المجتمعات العربية.
سياسة "فرق تسد"
وأوضحت النائبة أن الفكرة الأساسية وراء دعم هذه الجماعات هي تكريس سياسة "فرق تسد"، التي مارستها القوى الاستعمارية تاريخيًا، مشيرة بأسى إلى الأوضاع المأساوية في سوريا، قائلة: "قلبي ينزف مما يحدث في سوريا… بلد مليء بالطوائف كان يمكن أن تتعايش معًا، لكن الصراع وصل إلى حد الاقتتال والدماء".
وأكدت أن هذه السياسات لم تقتصر على سوريا وحدها، بل امتدت لتطال دولًا عدة في المنطقة، بهدف إشعال الفتن الطائفية والمذهبية لتفتيت المجتمعات من الداخل.
الإخوان جيوش إلكترونية
ولفتت الشوباشي إلى أن الإخوان يتمتعون بإمكانيات كبيرة، سواء من حيث الموارد المالية أو الوسائل التكنولوجية، كما يمتلكون ما أسمته "ميليشيات إلكترونية" تعمل على مدار الساعة لتشويه الحقائق وتحريف التصريحات.
وأضافت: "لدينا معركة حقيقية أمام هذه الحملات، فهم يستخدمون التكنولوجيا المتطورة، بل وحتى الذكاء الاصطناعي، لصناعة محتوى مضلل ينسبونه لشخصيات عامة أو لمؤسسات، بينما المؤسف أن كثيرين يصدقون هذه الأكاذيب ويتعاملون معها كأنها حقائق".

دعوة لمواجهة الوعي
وشددت على أن مواجهة هذه الحرب الناعمة تتطلب وجود "ناس مؤمنة بقضية بلادها"، قادرة على التصدي لهذه الأكاذيب ومواجهتها بالحقيقة والعمل الجاد. وأضافت: "نحن بحاجة إلى جبهة قوية من المثقفين والإعلاميين والوطنيين، لا تنخدع بحيل التضليل، بل تواجهها بمنطق العلم والوعي والمعلومات الصحيحة".
واختتمت الشوباشي حديثها بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي، وتثقيف المجتمع بخطورة الانجرار وراء الحملات المضللة، محذرة من أن الحرب لم تعد فقط بالسلاح، بل بالكلمة والصورة والمعلومة، وهو ما يتطلب يقظة دائمة لحماية العقول قبل الأوطان.