إبادة ممنهجة.. رتيبة النتشة تكشف تفاصيل الكارثة الصحية والمعيشية فى غزة

حذرت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني، من خطورة السياسات التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يحدث على الأرض يرقى إلى "سياسة إبادة جماعية".
وأوضحت النتشة، في مداخلة لها عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن استمرار القصف العنيف واستخدام القنابل والمواد الكيميائية أدى إلى تدمير البنية التحتية الأساسية، وعلى رأسها مصادر المياه.
تدهور في الظروف المعيشية
وأشارت إلى أن أكثر من 80% من مياه الشرب باتت غير صالحة للاستهلاك البشري، بعد تلوث الآبار الجوفية بفعل المواد الكيميائية والمتفجرات، مضيفة أن الأراضي الزراعية تعرضت هي الأخرى للتدمير الكامل، ما زاد من تفاقم أزمة الغذاء وأدى إلى فقدان مصادر الإنتاج المحلي، مما يهدد الأمن الغذائي لمليوني إنسان يعيشون في القطاع المحاصر.
وفي سياق حديثها، أكدت النتشة أن الأوضاع الصحية وصلت إلى مرحلة "الانهيار التام"، مشيرة إلى أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، إضافة إلى تدمير العديد من المرافق الصحية جراء القصف.
أزمة صحية مركبة
ونبهت إلى أن الأمراض المعدية بدأت في الانتشار على نطاق واسع، خاصة التهاب الكبد الوبائي، نتيجة تدهور مستوى النظافة الشخصية وشح مواد التعقيم والتطهير، إلى جانب توقف حملات التطعيم للأطفال.
ولفتت إلى أن الحرب تركت آثارًا مدمرة على الصحة الإنجابية في غزة، حيث تسببت الظروف القاسية في ارتفاع معدلات الإجهاض بين النساء الحوامل، فضلًا عن انتشار أمراض أفرزتها البيئة الملوثة بفعل الحرب. وأشارت إلى أن 25% من المواليد الجدد خلال الأشهر الستة الماضية يعانون من "تشوهات خلقية كاملة"، نتيجة تأثير العوامل البيئية وسوء التغذية.
الأثر على الأمهات والأطفال
وأضافت: "المجاعة تهدد حياة الأطفال وكبار السن، وتنعكس سلبًا على نموهم الجسدي والعقلي، كما أن الجوع الحاد يؤثر مباشرة على قدراتهم الذهنية"، محذرة من تداعيات طويلة الأمد على الصحة النفسية والبدنية للأجيال القادمة.
وشددت عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني على أن سكان غزة يواجهون مجاعة حقيقية، حيث يعاني أغلبهم من فقر الدم وسوء التغذية، في ظل نقص حاد في الغذاء وانعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة.

نداء عاجل من القطاع
واختتمت الدكتورة رتيبة النتشة تصريحها بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتحرك العاجل من أجل وقف "سياسة الإبادة" وإنقاذ ما تبقى من القطاع، محذرة من أن استمرار هذا الوضع يعني انهيارًا كاملًا للمنظومة الصحية والإنسانية، بما ينذر بكارثة يصعب احتواؤها على المدى القريب والبعيد.