عاجل

عمرو موسى: توقفت عن الإيمان بعبد الناصر منذ 5 يوينو 1967

عمرو موسى
عمرو موسى

كان عمرو موسى على مدى نصف قرن شريكاً أو شاهداً في المحطات التي هزت العالم العربي، وعمل مندوباً لمصر في الأمم المتحدة ، ثم وزيراً للخارجية، لينتقل بعد ذلك إلى مهمة شاقة كأمين عام لجامعة الدول العربية ، وضعته هذه التجربة الطويلة على تماسٍ مع نظرائه في الإقليم وخارجه، وكان عليه أن يتعامل مع قادة من طبائع مختلفة وسياسات متباينة مثل صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وياسر عرفات.

 

<span style=
عبد الناصر والزعيم السوفياتي نيكولاي بودجورني خلال زيارة الأخير إلى القاهرة

الحكم الرشيد ضرورة

لم يخفِ عمرو موسى قلقه من المستقبل في لقائه مع صحيفة "الشرق الأوسط" مشيراً إلى أن «مصر تدفع ثمن 70 عاماً من غياب الحكم الرشيد».

 وقال إنه توقف في الساعة التاسعة من صباح الخامس من يونيو 1967 عن «الإيمان بعبد الناصر» بعدما اكتشف أن «البيانات تكذب ومصر مهددة».

كما اعتبر عمرو موسى ، أن الرئيس أنور السادات قام بعمل «سليم جداً» حين استعاد كل الأرض التي ضاعت في الحرب الشهيرة، ملاحظاً أن مرتفعات الجولان لا تزال محتلة.

وعندما سأٌل عمرو موسى ، إن كان قلقاً على مستقبل مصر، أجاب: «لا بد أن من أكون قلقاً، والقلق شيء جيد، وعدم القلق يعني أنك تسبح في خيالات، وكل هذه المصائب التي نحن فيها، دولية وإقليمية وجوارية، ولا أكون قلقاً؟ ليس ممكناً ، لا بد من أن يكون المرء قلقاً، وأنا من هؤلاء القلقين ، فتحدي مصرالكبير جداً، هو زيادة عدد السكان، وأنا من المؤمنين بشعار أراه على التلفزيون: الجمهورية الجديدة ، فنحن في حاجة إلى جمهورية جديدة، والجدة هذه تأتي من تطبيق الحكم الرشيد بالكامل.

<span style=
عبد الناصر في حديقة منزله عام 1968

نهاية الإيمان بجمال عبد الناصر

وواصل عمرو موسى  حديثة ، قائلا  كان يوم 5 يونيو 1967 منعطفاً مؤلماً في حياة مصر والعرب وزعامة جمال عبد الناصر. 

مضيفًا: "أنا من عائلة وفدية (منتمية إلى حزب الوفد الليبرالي) ، وعائلتي من الريف وكان منها النواب والشيوخ والعمد والفلاحون العاديون، وكان لهم خط وطني، فهناك نقاش وطني دائمًا حتى في القرية، إذًا ماذا يحدث هنا؟ وماذا حصل في فلسطين؟ أول مرة أسمع بفلسطين كانت في القرية، أولاد صغار.   

<span style=
عبد الناصر والسادات قبل حرب 1967 بشهور

جمال عبد الناصر والطعام السويسري

تذكر عمرو موسى الجدل الذي أثاره تصريحه بأن عبد الناصر كان يطلب أطعمة معينة من سويسرا وهو كان دبلوماسياً فيها، فقال: «للحقيقة لو رجعت إلى الصياغة، أنا لم أقل ذلك،  أنا كنت أتكلم في إطار أنه كيف يؤخذ الناس، خصوصاً البسطاء، بزعيم له هذه الكاريزما ، وأنا كنت ملحقاً في سفارة مصر في سويسرا في ذلك الوقت، كان هناك مَن يأتي من أجل أن يأخذ أكلاً معيناً لجمال عبد الناصر الذي كان مصاباً بالسكري ، هذا الطعام خاص بالذين لديهم سكري، وليس للمتعة، ربما تكون هناك عناصر أخرى للمتعة أضافها، إنما أساساً جاء لهذا الطعام.

جمال عبد الناصر والسادات

<span style=
جانب من خطاب السادات في الكنيست عام 1977 

سأُل عمرو موسى في المقابلة عن أسلوب عبد الناصر والتنافس بين أنصاره وأنصار السادات، فقال: «طبعاً، هناك تنافس بين أنصار هذا وأنصار ذاك ، وطريقة وأسلوب أنصار عبد الناصر، وأسلوب أنور السادات ،  أسلوب عبد الناصر قائم على الفرد، وأنور السادات، قد يكون لديه نفس النزعة، أنه هو الفرعون، وهو كان يقول إنه آخر الفراعنة ، مضيفًا إن “أنور السادات شعر بأن لديه مسؤولية استعادة الأرض والانتقام لهزيمة الجيش المصري، وهذا كان قوة نفسية مهمة جدًا حرَكته ، وصديقي مصطفى الفقي، وهو أحد الدبلوماسيين ومفكر جيد، يقول إن جمال عبد الناصر كان زعيمًا كبيرًا إنما أنور السادات فقد كان رجل دولة”.

تم نسخ الرابط