عاجل

هل تكفي نية واحدة لصيام رمضان أم يجب تجديدها يوميًا؟

صيام رمضان
صيام رمضان

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتجدد التساؤل سنويًا حول كيفية نية الصيام، وهل يلزم تكرارها يوميًا أم أن نية واحدة تكفي للشهر كله؟ وأجاب عن هذا السؤال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحًا آراء الفقهاء في مسألة هل تكفي نية واحدة لصيام رمضان أم يجب تجديدها يوميًا.

المالكية.. نية واحدة تكفي لشهر رمضان  كله

أوضح الدكتور علي جمعة أن المذهب المالكي يرى أن نية الصيام في أول ليلة من رمضان تكفي لكامل الشهر، دون الحاجة إلى تجديدها يوميًا، نظرًا لأن الصيام عبادة متتابعة لا ينفصل بعضها عن بعض، وبذلك، يكفي أن ينوي المسلم في الليلة الأولى من الشهر بقلبه "نويت صيام شهر رمضان لوجه الله تعالى"، وتظل هذه النية سارية حتى نهاية الشهر.

حكم تجديد النية في صيام رمضان 

فيما يرى علماء المذهب الشافعي والحنبلي أن النية يجب أن تتجدد كل ليلة قبل الفجر، بحيث ينوي المسلم صيام اليوم التالي بقلبه، كأن يقول "نويت صيام غدٍ من شهر رمضان"، وأشار جمعة إلي أن هذا الرأي استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» (رواه أبو داود والترمذي).

أما الحنفية، فقد ذهبوا إلى أن الصائم لا يحتاج إلى التلفظ بالنية، إذ يُعتبر الامتناع عن المفطرات منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس كافيًا لإثبات النية، لأن الصيام فرض معلوم، والمسلم يصومه بالفطرة.

أهمية النية في صيام رمضان 

أكد الدكتور علي جمعة على أهمية النية في العبادات، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» (متفق عليه)، كما أشار إلى أن محل النية هو القلب، ولا يُشترط التلفظ بها، لأن الأهم هو استحضارها في القلب بقصد الامتثال لأمر الله.

ونصح الدكتور علي جمعة، المسلمين الذين يخشون نسيان النية يوميًا بأن يعقدوها في الليلة الأولى من رمضان وفقًا لرأي المالكية، ثم يُستحب لهم تجديدها يوميًا تحقيقًا للكمال والأفضلية في العبادة، كما أكد أن الإخلاص والامتناع عن المفطرات هما جوهر الصيام، وأن النية القلبية تكفي دون الحاجة إلى نطقها باللسان.

تم نسخ الرابط