"مش دايمًا وحمات".. متى تكون البقع الجلدية علامة على خطر صحي؟
تُعد البقع الجلدية مثل الوحمات والشامات من الظواهر الشائعة التي تظهر على الجلد، وقد يتفاوت شكلها ولونها وحجمها بشكل كبير. بعض هذه البقع قد تكون طبيعية، بينما البعض الآخر قد يكون مؤشراً لمشاكل صحية تتطلب اهتماماً طبياً. لذلك، من الضروري أن نفهم متى يمكن أن تكون هذه البقع غير ضارة، ومتى قد تكون علامة على مشاكل صحية تستدعي استشارة طبية عاجلة.
الوحمات
الوحمات هي أولى العلامات الجلدية التي قد تظهر عند الولادة، وتكون في شكل بقع ملونة على الجلد. قد تكون هذه البقع داكنة أو فاتحة، زرقاء أو بنية، حمراء أو حتى سوداء. في بعض الأحيان، قد تشعر الوحمة بالحكة أو قد يحدث نزيف منها.
الوحمات عادة لا تثير القلق، ولكن إذا ظهرت تغيرات غير طبيعية في شكل أو حجم الوحمة، فقد تكون هذه علامة على مشكلة صحية قد تحتاج إلى استشارة طبية. التغيرات التي قد تكون مثيرة للقلق تشمل:
علامات الخطر في الوحمات
- التغير في اللون: إذا لاحظت أن الوحمة تغير لونها أو أصبحت أكثر كثافة في اللون.
- التغير في الحجم: إذا ازداد حجم الوحمة بشكل مفاجئ.
- التغير في الملمس: قد يكون هناك تغير في ملمس الوحمة، حيث تصبح أكثر خشونة أو غير متساوية.
- ظهور آفات جديدة: إذا ظهرت آفات جلدية جديدة على الوحمة أو حولها.
- الحكة والنزيف: إذا شعرت بحكة مستمرة في الوحمة أو لوحظ وجود نزيف.
الوحمة التي تشهد هذه التغيرات قد تكون علامة على الإصابة بسرطان الجلد، وفي هذه الحالة يجب استشارة طبيب جلدية مختص فوراً.
الشامات أو الحسنات
الشامات هي بقع جلدية شائعة قد تظهر في أي مرحلة من مراحل الحياة. عادة ما تكون هذه البقع بنية أو سوداء أو فاتحة في اللون، وقد تكون مسطحة أو مرتفعة. قد تختفي بعض الشامات مع مرور الوقت، لكن البعض الآخر قد يستمر طوال الحياة.
الشامات غالباً ما تكون غير مؤذية، لكن هناك حالات قد تتغير فيها ملامح الشامة، مما يستدعي القلق. وفقاً لتقرير منشور على موقع "كانسر" المتخصص في أمراض السرطان، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى أن الشامة بحاجة إلى فحص طبي شامل:
علامات الخطر في الشامات
- تغير الحواف: إذا أصبحت الحواف غير منتظمة أو خشنة أو متقطعة.
- التغير في اللون: إذا تحتوي الشامة على أكثر من لون واحد، مثل البني مع الأسود أو الوردي مع الأحمر.
- ازدياد الحجم: إذا لاحظت أن الشامة تكبر بشكل غير طبيعي، سواء في العرض أو في الارتفاع.
- احمرار أو تورم: إذا ظهر احمرار أو تورم في الجلد المحيط بالشامة.
- أعراض أخرى: مثل الحكة المستمرة أو الألم أو تقشر الجلد في الشامة.
- النزيف أو ظهور كتلة: إذا لاحظت نزيفًا من الشامة أو ظهور نتوءات أو كتل.
الشامة التي تظهر عليها أي من هذه العلامات قد تشير إلى مشاكل صحية، مثل سرطان الجلد، ولذلك يجب فحصها من قبل طبيب جلدية متخصص في أسرع وقت ممكن.
الكدمات
الكدمات هي بقع جلدية تحدث نتيجة إصابة أو ضربة تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية تحت الجلد. عادةً ما تظهر الكدمات بلون أرجواني أو أزرق، ثم تتحول تدريجياً إلى اللون الأحمر أو الأصفر قبل أن تختفي تمامًا. الكدمات غالباً ما تكون غير ضارة وتختفي مع مرور الوقت.
لكن في بعض الحالات، قد تكون الكدمات المتكررة أو التي تستمر لفترات طويلة مؤشراً على حالة صحية تحتاج إلى تقييم طبي. وفقاً لموقع "ويب ميد"، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن الكدمة بحاجة إلى فحص طبي:
علامات الخطر في الكدمات:
- استمرار الكدمة لفترة طويلة: إذا استمرت الكدمة لأكثر من أسبوع ولم تختفِ.
- الكدمات المتكررة: إذا ظهرت كدمات كبيرة ومتكررة دون سبب واضح، خاصة في نفس المنطقة.
- وجود كتلة في المنطقة المصابة: إذا لاحظت وجود كتلة أو تورم في مكان الكدمة.
- ظهور كدمة مصحوبة بنزيف: إذا صاحب الكدمة نزيف من الأنف أو البول أو البراز.
- تكرار الكدمات في نفس المنطقة: إذا استمرت الكدمات في نفس المكان بشكل مستمر.
- الكدمات غير المبررة: الكدمات التي تظهر بدون سبب واضح قد تكون علامة على اضطرابات صحية مثل نقص الفيتامينات، أو مشاكل في الأوعية الدموية، أو حتى أمراض مثل الهيموفيليا.
- إذا ظهرت الكدمات بشكل غير مبرر أو استمرت لفترات طويلة، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب.
ماذا يقول الأطباء؟
أكدت الدكتورة رضوى عراقي، أخصائية الأمراض الجلدية بجامعة شبين الكوم، على أهمية الفحص الدوري للعلامات الجلدية مثل الوحمات والشامات، لأنها قد تكون مؤشراً على وجود خلايا سرطانية أو مشاكل صحية أخرى. وأشارت إلى ضرورة زيارة الطبيب عند ملاحظة أي تغييرات غير طبيعية في هذه العلامات.
أعراض يجب أن تأخذها على محمل الجد:
- التغير السريع في شكل أو لون أي بقعة جلدية.
- ظهور الأعراض المصاحبة مثل الحكة المستمرة أو الالتهاب أو الورم.
- النزيف المستمر من أي علامة جلدية أو ظهور سوائل غير طبيعية.
- وجود آلام أو شعور بعدم الراحة في المنطقة المصابة.
- ظهور فقاعات أو تغيرات في ملمس الجلد.
كل هذه الأعراض تتطلب فحصاً فورياً من قبل طبيب الجلدية المختص لتحديد السبب واتخاذ العلاج المناسب.
كيفية الوقاية والمتابعة
من الأفضل مراقبة أي تغيرات في الجلد بشكل دوري، سواء كانت جديدة أو قديمة. يجب تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس، واستخدام الواقيات الشمسية المناسبة للحفاظ على صحة الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء فحوصات جلدية دورية للكشف عن أي تغييرات قد تشير إلى مشاكل صحية مبكرة. إذا لاحظت أي من العلامات أو الأعراض التي تم ذكرها، يجب عدم التردد في استشارة طبيب الجلدية للحصول على التشخيص المناسب والعلاج في الوقت المناسب.
