عاجل

28 ألف دولار للحياة بعد الموت.. عائلة أمريكية راهنت على الطب المستقبلي

تجميد الجثث
تجميد الجثث

في خطوة تثير التساؤلات بين الخيال العلمي والواقع، قررت عائلة أمريكية وضع أجسادها في حالة تجميد عميق بعد الوفاة، على أمل أن يمنحها العلم المستقبلي فرصةً ثانية للحياة.

 دينيس كوالسكي، مدير معهد التجميد الحيوي الأمريكي (Cryonics) ومسعف سابق، كشف عن انضمامه وعائلته المكونة من زوجته وثلاثة أبناء إلى البرنامج، الذي يكلف كل فردٍ منهم 28 ألف دولار، ليبقوا محفوظين داخل أوعية نيتروجين سائل حتى يتمكن الطب من إحيائهم.

يوضح كوالسكي، أن فكرة العائلة الـ أمريكية لا تعتمد على وعود وهمية، بل على إمكانية نقلهم عبر الزمن إلى عالمٍ طبي متطور، قائلًا: «نحن بمثابة جسر بين الموت المحتمل والحياة المستقبلية، مثل سيارة إسعاف تنقل المريض إلى مستشفى لم يُبنَ بعد».

ويستدل بنجاح تقنيات العائلة الـ أمريكية بتجميد الأجنة والأنسجة البشرية الجزئية، رغم اعترافه بأن إحياء جسدٍ كامل ما زال تحدياً لم يحُل بعد.

ولم تكن عملية إقناع العائلة الـ أمريكية بهذه الخطوة سهلة، إذ يرى كوالسكي أن «الاستيقاظ في عالمٍ بلا أحباء سيكون كارثة»، مما دفعه إلى التخطيط المالي الدقيق، عبر استخدام تأمين الحياة لتمويل التجميد دون التأثير على ميراث الأبناء.

يضم المعهد اليوم أكثر من 270 جثة بشرية وعشرات الحيوانات الأليفة المجمدة، بعضها أُعيد استنساخه بالفعل، وفقاً لكوالسكي، ما يعزز لديه الأمل بإمكانية تطبيق التقنية على البشر.

رغم ذلك، يرى علماء كثر أن التجميد الحيوي مجرد «وهمٍ مبني على ضبابية العلم»، مشيرين إلى تعقيدات بيولوجية تحول دون إعادة الحياة لخلايا مجمدة منذ عقود.

تجميد الجثث
تجميد الجثث

 لكن كوالسكي يرد بتفاؤل: «التقدم العلمي يسابق الزمن، وقد نتفاجأ بأن المستقبل قاب قوسين أدنى». ويختم: «ربما تكون المحاولة مجرد قبسٍ في الظلام، لكنها قد تكون شعلة الأمل الوحيدة».

 تقنيات حفظ الأجنة بالتجميد

وتعود جذور التجميد الحيوي إلى تجارب أمريكية مبكرة في القرن العشرين، حين بدأ العلماء في دراسة تأثير التبريد العميق على الأنسجة البشرية، بحثًا عن طرق للحفاظ على الأعضاء لأغراض زراعة الأعضاء. 

لاحقًا، قادت هذه الأبحاث إلى تطوير تقنيات حفظ الأجنة بالتجميد، مما منح الأمل في إمكانية الحفاظ على خلايا معقدة دون تلف، لكن الانتقال من تجميد الخلايا الفردية إلى حفظ أجساد بشرية كاملة ظل تحديًا هائلاً، يتطلب تكنولوجيا لم تُكتمل بعد.

اليوم، يثير التجميد الحيوي جدلاً واسعًا بين المتحمسين والعلماء المتشككين،فيرى مؤيدوه أنه يمثل امتدادًا منطقيًا لتقدم العلم، وقد يكون يومًا ما وسيلة لإعادة الحياة إلى الأفراد في عصر طبي أكثر تطورًا. 

تم نسخ الرابط