عاجل

الفاتيكان - الأجسام الطائرة

«الأجسام المجهولة» و«الكائنات الفضائية».. كنز مدفون في أرشيف الفاتيكان

كنز سري مخبأ في أرشيف
كنز سري مخبأ في أرشيف الفاتيكان

بعد وفاة بابا الفاتيكان فرنسيس، تصاعدت الدعوات من قبل ناشطي الظواهر الجوية المجهولة إلى فتح الأرشيفات السرية للفاتيكان، والتي يعتقد كثيرون أنها تخفي أدلة منذ زمن بعيد على وجود زيارات لكائنات فضائية، تم تصويرها في الأزمنة القديمة على أنها رؤى إلهية.

ومن بين هؤلاء الناشطين، يبرز اسم ديفيد جروش، المُبلغ عن المخالفات في البنتاجون الأمريكي، والذي يزعم أن الفاتيكان كان على علم بالحياة الفضائية منذ عقود طويلة، وسعى عمدًا لإخفائها عن العالم.

كنز سري مخبأ في أرشيفات الفاتيكان

تُعد ديانا والش باسولكا، أستاذة الدراسات الدينية في جامعة نورث كارولينا ويلمنجتون، واحدة من أبرز الباحثين الذين خاضوا غمار أرشيفات الفاتيكان، وسلطت الضوء على ما قد يكون أوثق الروابط بين الظواهر الخارقة والطبيعة، وبين أحداث وأوصاف ترتبط بالظواهر الجوية المجهولة الحديثة.

وفي كتابها الجديد "الكون الأمريكي"، تغوص باسولكا في أعماق السجلات التاريخية للكنيسة الكاثوليكية، وتحديدًا في النصوص التي تتناول المطهر وتعاليم ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر، لتكشف عن روايات تخرج تمامًا عن إطار المتوقع، وتبدو وكأنها مشاهد مقتطفة من مسلسل الخيال العلمي الشهير "إكس فايلز".

وكتبت باسولكا: "عثرت على تقارير تتحدث عن كرات ضوئية، وألسنة لهب تخترق الجدران، وكائنات مضيئة، وأشكال من الضوء الواعي، وشموس دوارة، وأجسام طائرة تشبه الأقراص". وأضافت أن "السجل التاريخي مليء بمثل هذه الأحداث. حتى العاملون في الفاتيكان أنفسهم لا يعرفون أين يبحثون عنها – إنها محفوظة في أقبية منازلهم".

<span style=
كنز سري مخبأ في أرشيفات الفاتيكان

أرشيف الفاتيكان السري

يُذكر أن أرشيف الفاتيكان السري – والذي يُعرف اليوم باسم "أرشيف الفاتيكان الرسولي" – تم تأسيسه رسميًا عام 1612 على يد البابا بولس الخامس. وتشير التقديرات إلى أن هذا الأرشيف يضم أكثر من خمسين ميلًا من الأرفف، تحتوي على مراسلات بابوية وسجلات محاكمات تاريخية، إضافة إلى ما يعتقد البعض أنه دليل مخفي على وجود حياة خارج كوكب الأرض.

وفي ظل جهود الرقمنة الجارية داخل الفاتيكان، تؤكد باسولكا أن المسؤولين لا يمنحون الأولوية للوثائق التي تتحدث عن الظواهر الغامضة مثل "الكرات التي كانت تُزعج الراهبات في القرن التاسع عشر"، بل يركزون على ملفات أكثر تقليدية.

يتطرق الكتاب أيضًا إلى سلسلة من القصص التي صُنفت على مدى قرون كـ"معجزات" دينية، إلا أنها، بحسب باسولكا، تحمل أوجه شبه مثيرة للانتباه مع تقارير اللقاءات الحديثة مع الأجسام الطائرة المجهولة. 

ومن بين أبرز هذه الحالات، قصة الأخت ماريا من أغريدا، وهي راهبة إسبانية من القرن السابع عشر، أفادت بأنها طارت في الهواء وسط وهج أبيض ساطع، وادعت أنها عبرت المحيط الأطلسي على "أجنحة الملائكة" لتصل إلى قبائل من السكان الأصليين في أمريكا، رغم أنها لم تغادر ديرها المعزول في إسبانيا قط.

وفي تفسيرها، ترى باسولكا أن الأخت ماريا لم تكن فقط صوفية ذات قدرات خارقة، بل كانت ما تصفه بـ"مجرِّبة فوقية" – أي شخصية روحية قد تمتلك اتصالًا عميقًا، وربما كونيًا، مع الظواهر الغامضة التي لا تزال محل جدل حتى يومنا هذا.

وتضيف أن الأخت ماريا كانت قد ألفت كتبًا عن العذراء مريم لاقت رواجًا واسعًا في عصرها، ولا تزال مقروءة حتى الآن. أما كتاباتها الأولى – والتي أتلفتها لاحقًا زميلاتها في الدير – فقد وصفت بأنها "كوزموغرافيات"، أي سرد تفصيلي لرحلاتها النجمية بين العوالم والأراضي والثقافات المختلفة، وحتى عوالم تتجاوز كوكب الأرض.

<span style=
كنز سري مخبأ في أرشيفات الفاتيكان

روايات المبشرين في نيو مكسيكو

وتشير روايات المبشرين في نيو مكسيكو الاستعمارية إلى شهادات من السكان الأصليين تحدثت عن زيارات من "سيدة زرقاء"، يتطابق وصفها مع هيئة الأخت ماريا ولباسها، رغم عدم مغادرتها إسبانيا، الأمر الذي أدهش رجال الدين آنذاك.

وتنقل باسولكا عن الأخت ماريا قولها إنها نُقلت إلى أراضي الأمريكيين الأصليين، حيث علمتهم العقيدة الكاثوليكية ومهدت الطريق أمام المبشرين الفرنسيسكان. وتلفت الكاتبة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تعترف بظاهرة "التنقل بين الأماكن" كموهبة نادرة أو قدرة مقدسة، وهي قدرة تجعل الشخص قادرًا على الظهور في مكانين في آن واحد.

وترى باسولكا أن ما كان يُفسر في السابق كأحداث دينية أو تجارب روحية، مثل الطيران أو الأضواء الغريبة أو التنقل الكوني، قد يكون – من منظور العصر الحديث – تجارب ذات طابع فضائي لم تكن مفهومة في سياقها الزمني والديني.

وبوصفها باحثة متخصصة، قضت باسولكا سنوات من البحث في أرشيفات الفاتيكان وغيرها من الأرشيفات الكنسية، في سبيل جمع وفهم هذه الروايات التي طالما أُهملت أو أُسيء تفسيرها.

<span style=
كنز سري مخبأ في أرشيفات الفاتيكان

ولا يقف ارتباط الفاتيكان بالظواهر الجوية الغامضة عند حدود الرؤى القديمة أو قصص الراهبات، بل يمتد إلى التاريخ الحديث، ويبدو أنه يتقاطع حتى مع السياسة الدولية. ففي عام 2023، أثار ديفيد غروش الجدل حين صرح أن البابا بيوس الثاني عشر ساعد الولايات المتحدة سرًا في استعادة جسم طائر تحطم خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب غروش، فإن أول عملية استعادة لمركبة فضائية جرت عام 1933 في بلدة ماجينتا الإيطالية، خلال حكم موسوليني، حيث تم نقلها إلى قاعدة جوية آمنة حتى أواسط الأربعينيات. وقال إن البابا هو من أبلغ الأمريكيين بما تملكه الحكومة الإيطالية، وهو ما مكّن الولايات المتحدة من وضع يدها على "قطعة أثرية".

ورغم عدم وجود دليل مادي يدعم هذه الرواية، فإنها تسهم في تغذية الاعتقاد المتنامي بأن الفاتيكان يمتلك معرفة طويلة الأمد بظاهرة الكائنات الفضائية.

الأحداث الغامضة

من بين الأحداث الغامضة الأخرى التي كثيرًا ما يُستشهد بها، قصة "معجزة الشمس" التي شهدتها مدينة فاطيما البرتغالية عام 1917، حين أفاد ثلاثة أطفال رعاة – هم لوسيا سانتوس وابنا عمها جاسينتا وفرانسيسكو مارتو – برؤية متكررة للسيدة العذراء مريم. وتحدثوا عن ظهور ملاك في الربيع، أعقبته رؤى لامرأة متوهجة ألقت سلسلة من الرسائل عليهم.

وفي ذروة هذه الأحداث، شهد عشرات الآلاف من الحاضرين، ومن بينهم صحفيون ومشككون، ظاهرة فلكية غريبة، حيث بدت الشمس وكأنها تدور، وتنبض بالأضواء، وتقترب من الأرض، في مشهد تم توثيقه بالصور وتغطية إعلامية واسعة في ذلك الوقت.

<span style=
كنز سري مخبأ في أرشيفات الفاتيكان

بالنسبة لباسولكا، فإن أوجه الشبه بين حادثة فاطيما واللقاءات المعاصرة مع الأجسام الطائرة المجهولة لافتة: كائنات متوهجة تهبط وسط أضواء ساطعة، عروض جوية دائرية، ورسائل مشفرة تُلقى على البشر.

لكنها في الوقت ذاته تحذر من النظر إلى هذه الظواهر بعيون علمية بحتة. وتكتب: "لا يمكن تحليل الدين بالطريقة نفسها التي نحلل بها العلم. لا يمكنك وضع ملاك تحت المجهر".

وتضيف: "ما يميز الدين عن غيره من الممارسات، كالألعاب الرياضية أو جماعات المعجبين، هو هذا الجانب الغامض والمقدس – الحدث الذي لا يُفسّر، والقطعة الأثرية التي لا تخضع للقياس أو التجربة، بل للإيمان".

تم نسخ الرابط