عاجل

طاولة مليئة بالمرطبات وأجواء ودية

«يديعوت آحرونوت» تكشف تفاصيل المحادثات الإسرائيلية السورية بوساطة الإمارات

الرئيس السوري ورئيس
الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي

كشفت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية في تقرير نُشر اليوم الجمعة، عن تفاصيل المحادثات الإسرائيلية السورية التي توسطت فيها الإمارات.

وبحسب الصحيفة، سارع متحدث باسم وزارة الخارجية الإماراتية إلى نفي التقارير التي أفادت بأن الإمارات كانت قد لعبت دور الوسيط في المحادثات "غير الرسمية" بين إسرائيل وسوريا. 

وبعد مرور ساعات قليلة على هذا النفي، صرح الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، خلال زيارة له إلى باريس، بوجود محادثات غير مباشرة تجري بوساطة "دولة ثالثة"، ولكنه لم يُسمها. وفي وقت لاحق، تم الكشف عن أن الوسيط في هذه المحادثات كان الإمارات العربية المتحدة.

المحادثات الإسرائيلية السورية

من خلال الوسطاء الإماراتيين، طلب السوريون من إسرائيل منحهم المزيد من الوقت لترتيب الأمور الداخلية للقيادة السورية، وطالبوا أيضًا بوقف الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية. 

وقد أوضح الحاكم السوري أن الهدف من هذه المحادثات بين أكاديميين إسرائيليين سابقين في الأجهزة الأمنية وثلاثة من المقربين للشرع كان مناقشة القضايا الأمنية المشتركة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. 

<span style=
المحادثات الإسرائيلية السورية

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه حتى الآن، تم عقد ثلاثة اجتماعات في مقر إقامة أحد أعضاء القيادة الإماراتية البارزين في أبوظبي "حيث جلس ممثلو إسرائيل وسوريا حول طاولة واحدة، وقد تم إعداد الطاولة بمجموعة متنوعة من المرطبات التي كان الهدف منها خلق أجواء هادئة وودية". 

وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي رفض تأكيد حضوره لهذه المحادثات، إن "الوسطاء الإماراتيين يتمتعون بالصبر والخبرة المُثبتة". وأضاف: "كانت المناقشات تمهيدية وغير ملزمة"، وأشار إلى أن كلا الجانبين سيقدمان تقريرًا إلى رؤسائهما في وقت لاحق.

سوريا وإسرائيل ووساطة إماراتية

وفي سياق هذه المحادثات، اشتكى السوريون من استمرار عمليات الجيش  الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، بالإضافة إلى احتلال تسع قمم تلال ترفض إسرائيل الانسحاب منها. كما طلب السوريون من نظرائهم الإسرائيليين السماح للقيادة السورية الجديدة بترسيخ نظام داخلي مستقر، مع الإشارة إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها سوريا. 

وفي الاجتماع الأخير، نقل السوريون عن الشرع قوله إن سوريا لا ترغب في الصراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل. كما ذكر المسؤولون الإسرائيليون أن الزعيم السوري الجديد، على عكس النظام السابق، بدأ يستخدم مصطلح "دولة إسرائيل" بدلًا من "الكيان الصهيوني".

تزامنت هذه المحادثات مع زيارة للشرع إلى أبوظبي في 13 أبريل الماضي، حيث أكد السوريون أنهم قد طردوا القوات الإيرانية من سوريا. وصرح أحد أعضاء الفريق السوري لموقع Ynet الإخباري بأن طرد إيران وعدم السماح لها بالعودة إلى سوريا يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل بشأن مواقف النظام السوري الجديد. 

<span style=
المحادثات الإسرائيلية السورية

وأوضح أعضاء الوفد السوري أن الهدف من هذه المحادثات هو استمرار الحوار، مع الانتقال إلى مناقشة المسائل الاقتصادية، بما في ذلك الخيارات المتاحة لإسرائيل في مجال تقديم الخبرة الطبية ودعوة الطلاب السوريين للتخصص في إسرائيل، إلى جانب قضايا أخرى تهم القيادة والشعب السوري.

وقد رسم أعضاء الوفد السوري، الذين حصلوا على إذن رسمي للمغادرة للمشاركة في هذه المحادثات، صورة قاتمة للوضع في سوريا. وفي المقابل، ناقش الإسرائيليون هشاشة وضع الطائفة الدرزية في سوريا، مؤكدين أنهم لن يتسامحوا مع أي هجمات على الدروز، معتبرين إياهم "إخوتنا في الدم". 

وأشار أعضاء الفريق الإسرائيلي إلى أن تصريح الشرع بأن سوريا لا تسعى إلى صراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، كان إيجابيًا، ولكنه لا يعد كافيًا.

تجدر الإشارة إلى أن المحادثات بين الفريقين السوري والإسرائيلي قد تم تنظيمها بوساطة من وزارتي الخارجية والمخابرات الإماراتيتين. كما شهدت الفترة الأخيرة لقاءات بين خبراء إسرائيليين وسوريين في مجالي الدفاع والاقتصاد، في مؤتمرات دولية عُقدت في أوروبا، حيث أعرب ممثلو النظام السوري الجديد عن موقف دافئ تجاه الإسرائيليين.

تم نسخ الرابط