عاجل

محمود التهامي يرد على عبدالله رشدي: الغناء مباح والتحريم يحتاج دليل قطعي

محمود التهامي
محمود التهامي

رد المبتهل محمود التهامي، على تصريحات الداعية الإسلامي عبدالله رشدي، الذي قال فيها إن الغناء المقترن بالمعازف حرامٌ، سواءً كان إنشادًا صوفيًا أو غناءً عاطفيًا، مشيرًا إلى أن هذا الحكم مجمع عليه في المذاهب الأربعة وفق كتب الفقه المعتمدة.

التهامي: الأصل في الأشياء الإباحة والتحريم يحتاج إلى دليل

وأوضح محمود التهامي أن الموسيقى والغناء هما من أقدم وسائل التعبير عند البشر، إذ استخدمتهما المجتمعات عبر العصور في التعبير عن الأفراح والأحزان وتخفيف المتاعب، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يحرم الغناء والموسيقى بشكل مطلق، بل أباحهما في بعض المناسبات، كالأعراس والأعياد.

عبدالله رشدي 
عبدالله رشدي 

وأضاف أن "الأصل في الأشياء هو الإباحة، والتحريم يحتاج إلى دليل قطعي من القرآن الكريم فقط، وليس من خارج كتاب الله"، لافتًا إلى أن النهي قد يكون مرتبطًا بزمان أو مكان معين، لكنه لا يحمل طابع الأبدية مثل التحريم.

أدلة التهامي على إباحة الغناء والموسيقى

استشهد التهامي بعدد من الأحاديث النبوية التي تؤكد، إباحة الغناء والموسيقى في ظروف معينة، ومن بينها حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما دخل عليها أبو بكر الصديق ووجد جاريتين تغنيان في يوم العيد، فأنكر عليهما ذلك، فردّ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد".

محمود التهامي 
محمود التهامي 

كما استدل بحديث النبي عندما قال للسيدة عائشة رضي الله عنها، حين زفت فتاة من الأنصار: "ألا بعثتم معها من يغني؟ فإن الأنصار يحبون الغناء"، مشيرًا إلى أن هذه النصوص تدل على أن الغناء والموسيقى لم يكونا محرَّمين بشكل قاطع.

وتابع التهامي أن "الموسيقى من أعراف المجتمعات، وهي تختلف من شخص لآخر، فالبعض يطرب بالطبل والمزمار، وآخرون يفضلون الموسيقى الكلاسيكية، وهذا لا يعني التحريم"، لافتًا إلى أن عددًا من العلماء أكدوا هذا الرأي، ومن بينهم ابن حزم، وأبو الفضل المقدسي، وابن قتيبة الدينوري، وأبو منصور البغدادي، والإمام الغزالي، وابن دقيق العيد، والشيخ محمد متولي الشعراوي.

رد التهامي على استدلال المحرمين بآية "لهو الحديث"

وحول استدلال المحرمين بقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (لقمان: 6)، أكد التهامي أن هذا التفسير غير دقيق، موضحًا أن "لهو الحديث" يشمل أشياء أخرى مثل الغيبة والنميمة والشعر الفاحش، وليس الغناء وحده.

وأضاف: "حتى لو سلمنا جدلًا بأن المقصود هو الغناء، فإن الآية اشترطت أن يكون الغناء وسيلة للإضلال عن سبيل الله، وهو ما لا ينطبق على كل أنواع الغناء"، متسائلًا: "إذا كان الغناء محرمًا، فأين هو الدليل القطعي من كتاب الله الذي يحرم الغناء كما ورد في تحريم الخمر أو الزنا؟".

الغناء والموسيقى بين الإباحة والمنع

أكد التهامي أن هناك فرقًا بين الغناء الذي يحث على القيم الإيجابية والذكر والتأمل، وبين الغناء الذي يدعو إلى الفجور والمعاصي، مشيرًا إلى أن "الغناء الطيب المصحوب بآلات مثل الدف والطبل والناي والكمان، لم يرد بشأنها تحريم قطعي"، مستدلًا بفتاوى لعدد من العلماء الذين أجازوا الموسيقى التي لا تثير الفتن أو تدعو للفجور.

محمود التهامي 
محمود التهامي 

واختتم التهامي بيانه بالتأكيد على أن "الإسلام دين يسر، وأن الأصل في الأشياء هو الإباحة ما لم يرد نص صريح بتحريمها"، داعيًا إلى عدم التشدد في أمور لم يرد فيها نص قطعي، وعدم تحميل الناس فتاوى اجتهادية قد تتغير بتغير الزمان والمكان.

تم نسخ الرابط